الفاقد التعليمي في ظل التعلم عن بعد
د. اماني ابو عيشة
12-04-2021 07:18 PM
هل نجحت السياسات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم بعد اغلاق المدارس بسبب الجائحة والتوجه الى منصات التعليم ،في سد الفجوة والتغلب على الخلل والارباك الذي لحق بالعملية التعليمية في مراحل التعليم المختلفة ووفق للمسارات التعليمية التي تهدف الى تزويد الطالب بالمعارف الاتجاهات والمهارات؟ وهل التعليم عن بعد زاد من فجوة العملية التعليمية وبالتالي الفاقد التعليمي، والذي نعني به عدم الوصول للنتائج المتوخاة من السياسة التعليمية التي تستدعي بالضرورة فهم المحتوى سواء كان ذلك عن طريق التعليم الوجاهي او التعلم عن بعد ؟
ان المتابع لعملية التعلم عن بعد يدرك تماما ان هذه العملية تستدعي بالضرورة نشر الوعي المسبق وبناء ثقافة التعلم عن بعد ثم تهيئة البنية التحتية المطلوبة لعملية التعليم الالكتروني وهما امران تفتقدهما عملية التعليم في الاردن بسبب عدم الاستعداد لذلك مسبقا ومفاجأة جائحة كورونا يضاف الى ذلك تعليق الدراسة لفترات متقطعة طويلة بسبب الجائحة وعدم القدرة على اجراء اختبارات متواصلة للطلبة يمكن الاعتماد عليها كوسيلة من وسائل الفاقد التعليمي خاصة في الصفوف الابتدائية الاولى التي تتطلب تزويد الطالب بالمهارات الاساسية كمهارات الجمع والطرح وتكوين الاعداد والمهارات اللغوية وغيرها.
وهل ادى اغلاق المدارس الى زيادة الفاقد والهدر التعليمي وبالتالي انفاق المال والوقت على بناء الموارد البشرية دون فائدة مصحوبا بتدنى ذلك في العملية التعليمية الذي نتج عنه عدم الاستفادة من فلسفة التعليم حول ما الذي يعلم وما الذي لا يعلم في مراحل التعليم والمسارات التعليمية؟
لهذا يفترض ان يصاحب توظيف التكنولوجيا، طرق مساندة الطالب في عملية التعلم وتدريب المعلم على هذه الطرق، ليكون مؤهل لايصالها للطالب مع استعداد الطلبة الذين يستخدمون المنصة التعلم ومواكبة المعلم، كما يستدعي ذلك ان يكون الطالب نفسة من يستخدم منصات التعلم والوسائل الالكترونية للدراسة والتعلم او تقديم الامتحانات في البيت ،ولا يكون هناك جهات اخرى تخدع نفسها وتخدع المشرفين على العملية التعليمية وتحرم الطالب من التعلم الحقيقي من خلال تقدير الاختبارات نيابة عن الطالب مما ينعكس على نتائج غير حقيقية لعدد كبير من الطلبة وبالتالي مساهمة مثل هذا السلوك في زيادة فجوة فاقد التعلم وهي مشكلة تواجه التعلم في مختلف الدول.
هذه الاسئلة والطروحات التي سبقت يجب ان تكون محط اهتمام الباحثين والقائمين على التربية والتعليم لايجاد الوسائل والبدائل التى تحد من الفاقد التعليمي وتساهم في تعويض الطالب عما يتلقاة من خلال التعليم الوجاهي.