حلف أردني فلسطيني مقدس .. هو الرد الأصلب
شحاده أبو بقر
12-04-2021 06:39 PM
ما زلنا معا أردنيين وفلسطينيين في دائرة الخطر. أتحدث عن الجانبين رسميا وشعبيا. ومتى كنا أصلا خارج دائرة الخطر! كل ما شهده الإقليم على مدى حقب خلت وحتى اليوم، ينطوي على ذلك الخطر الذي يتهدد الوطنين والهويتين والوجودين الأردني والفلسطيني بالخطر. بعضه حقق غاياته "صفقة القرن أو صفعته والإستيطان والتهجير وبالذات من القدس وبيع الأراضي فيها وللأسف عبر وسطاء "يدعون" أنهم منا وهم يسوقون ويسهلون تملك اليهود لأراضي القدس مقابل المال، وما الدنيا كلها عند الشرفاء، لا يعادل قيمة حجر في قدس الأقداس.
بأيدينا نحن الشعبين والسلطات معا في المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين، أن نعقد حلفا مقدسا قائما على نيات صافية وقلوب عامرة بالإيمان بأن مصيرنا مشترك ومستقبلنا الذي يصنعه حاضرنا مشترك أيضا.
حلف نظيف شريف عفيف طاهر أعنيه، لا بد وأن يتأسس على قاعدة أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين ولا مكان بيننا لضعاف نفوس باحثين عن مال أو مصالح خاصة قد يحملون في ذواتهم أوهاما بخلاف ذلك.
وحلف أو تحالف شريف نظيف يضم خمسة عشر مليون عربي أردني وفلسطيني على ضفتي النهر الخالد، قادر وبالتنسيق والتعاون والتشاور والمكاشفة والمصارحة والموقف الصلب الموحد حيال الثوابت، على تحطيم كل المؤامرات والمخططات المعاندة لمصالحنا الوطنية العليا معا، والوقوف الشامخ جدارا صلبا في مواجهة كل طموح وطمع وتخل عنا وعن قضيتنا المركزية التي يجب علينا وجميعا، الإصرار على أن تبقى "قضية فلسطين العربية والإسلامية" وليس "القضية الفلسطينية" وحسب كما جعلها الدهاء الصهيوني المدعوم من لدن كثيرين.
الأمر مصيري لنا أردنيين وفلسطينيين. وهذا يتطلب وبقوة تنظيف صفوفنا من سائر المتخاذلين والمتآمرين وأصحاب الأجندات المعاندة لحقوقنا المشروعة، والشروع في نهج تحالفي صادق تحت القسم، بحيث لا يخفي أي منا أمرا على الآخر كما جرى في أوسلو الكارثة مثلا، وتأسيس هيئة عليا للتنسيق والتشاور المستمر تنبثق عنها هيئات أمنية عسكرية سياسية إقتصادية إعلامية إجتماعية، تتصدى كل منها لواجبها المقدس الهادف للتحرير وبناء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الثرى الفلسطيني، وإحياء وتفعيل المطالبة بحق العودة وفقا للقرارات الدولية، وبناء إطار إعلامي قوي مشترك لمخاطبة الرأي العام العالمي والإسلامي والعربي دحضا لمخططات الصهاينة وأكاذيبهم ومحاولاتهم طمس الهوية الفلسطينية بعد إبتلاع كامل فلسطين ونقل الصراع إلى الوطن الأردني لا قدر الله.
تحالف شريف صادق كهذا، كان يجب أن يقوم منذ زمن، لكن أن يأتي متأخرا أفضل مليون مرة من أن لا يكون. الزمن الراهن وما نشهده معا من تدخلات وفتن ومخططات معادية مستمرة وتتنامى، بات يفرض ضرورة أن نسمي الأمور بأسمائها وأن نسارع في إعلان تأسيس هذا الحلف الأردني الفلسطيني تحت مسمى "حلف القدس الشريف" والذي سيصد شعبيا ورسميا كل المؤامرات والمحاولات. نحن معا وبقلوب خالية من كل مثلبة، أقوى بكثير من "إسرائيل" ومخططاتها وأعوانها، فنحن أهل الحل والعقد ولا قوة على وجه البسيطة بمقدورها أن تثنينا عن التشبث بحقنا المقدس مهما بلغ جبروتها، وليس لعربي أو أعجمي أن يتدخل إلا بما يخدم مصيرنا ومصالحنا، وإلا فلا حاجة لنا به حتى لو كان قوتنا الخبز الحاف. الأوطان لا تباع ولا تشترى، ومن يبيع أرضا للغزاة الغاصبين إنما يتخلى عن عرضه قبل أرضه.
أسأل الله أن يتحقق ما إليه أدعو. فإجتهادي يقول بأن البديل هو ضياعنا نحن الطرفين معا لا سمح الله ولا قدر. رمضان مبارك علينا جميعا عربا ومسلمين. والله من وراء قصدي.