تتماوج زهرات نادرة في سهل ممتد، واسع، مستقر، سوسنة غنية بألوانها الفريدة، دحنون يجادل شعاع الشمس، زهرة البلسم واللوز وتلك الأعشاب، والمروج التي سارت عليها خيول أول حملة بيارق المجد والعز والعزم، لتنبثق قوية عنوانها في القلب، الدولة الأردنية، دولة المحبة التي عززها جمال قلوب ملوك المملكة الأردنية الهاشمية.
تنبأ الملك المؤسس عبدالله الأول، عندما استقر في الأردن، تاركا أثر المد الهاشمي، يمهد الطريق، لبناء دولة، تاجها ملكي هاشمي، نبيل، فكانت تلك الرابطة الحضارية والإنسانية بين المحبة والرؤية الملكية الهاشمية للمملكة الأردنية الهاشمية، النموذج عابر مئويات التراث الإنساني واعماق البشرية في مملكة المنظور من آثارها يمتد في عمث التراث البشري لما قبل 5الاف عام.
عندما دخل عمان في اليوم الثاني والثالث من رحلته المظفرة، توقف في ماركا الشمالية الساعة الحادية عشر ظهراً من يوم الأربعاء الثاني من آذار من عام 1921م، وفيه خاطب جمعا من أهالي عمان وشيوخ المنطقة والشراكسة وأهالي ناعور ووادي السير وغيرهم، قائلا:
"انتم لنا ونحن لكم وانني لم اغفل كلمة مما جاء به خطباؤكم، ووطنيتكم امر لا يخفى على الكون كله»،.. الى نطقه السامي في يومه التالي:».. واني اقول لكم انه اذا جاء الوقت لاستعمال ما تستعمله الامم من القوة عند ذلك تثبتون بانكم ما وجدتم ضعفاء».
وها هي المئة الأولى المنيرة تزهر في ربيع هاشمي، السند والحماية للأردن، لكل إنسان في مملكة الأمن والأمان، في عمان، جبال المحبة وتاج الغار، تدلل ما أسس له الملوك الهواشم من القوة والعمل والبناء، فكان الملك الهاشمي عبدالله الثاني ابن الحسين، وريث المجد والعزم الهاشمي في بهجة الاحتفاء والسعادة بمشاركة أمانة عمان الكبرى الاحتفاء بـ «يوم مدينة عمان»، اليوم الذي يعلي نبوءة الملك المؤسس، جيلا وراء جيل، لتكون عمان، درة المملكة الأردنية الهاشمية، وتنتشر آفاق النور والمد الإلهي لعترة الرسول النبي الأمين، فتمتد دلائل القوة التي ارست لشعب أردني نشمي، يقف اليوم في ظلال الملك الوصي الهاشمي، وهو يقرأ في دفاتر الزمان والأحوال والوقائع، تنبيهات واشارات رقي واتمتة ورقمنة قوة الدولة الأردنية.
بوافر من أزاهير الربيع، ها هي عين الملك الهاشمي، تنير يومنا هذا، يتساوق معنا لفتح كتاب «تأسيس وقيام الدولة الأردنية المعاصرة»، منذ وصول سمو الأمير عبدالله الأول، طيب الله ثراه، إلى منطقة ماركا، حيث مبنى يعرف بـ مقر الدفاع الوطني، الذي سمي فيما بـعد «قصر الملك المؤسس»، ومنه.. بدأ الأمير عبدالله بن الحسين ممارسة نشاطاته واتخاذ قراراته السياسية المهمة.
انطلق الأمير عبدالله بن الحسين من معان إلى عمان، وبحلول آذار 1921م، تم تأسيس إمارة شرق الأردن.
بعد وصول الأمير عبد الله إلى عمان، أوفدت الحكومة البريطانية وزير المستعمرات تشيرتشل لمقابلة الأمير، وتم الاتفاق على إنشاء حكومة دستورية تم إعلانها في 11 نيسان 1921م، وكان أول رئيس لها رشيد طليع، وبذلك اندمجت الحكومات المحلية في حكومة واحدة هي حكومة إمارة شرق الأردن.
إعلان الاستقلال وقيام المملكة الأردنية الهاشمية
استمر النضال الوطني على المستويين الرسمي والشعبي من أجل الحصول على الاستقلال، وبقيت بريطانيا تماطل في تحقيق المطالب الوطنية إلى أن توجت هذه الجهود بإعلان استقلال الأردن. وعقد المجلس التشريعي الأردني جلسة خاصة قدم خلالها قرار مجلس الوزراء، وقرارات المجالس البلدية المتضمنة رغبة البلاد في الاستقلال. كما أعلن قرار بالإجماع يقضي بما يلي:
- إعلان استقلال البلاد الأردنية باسم: المملكة الأردنية الهاشمية.
- البيعة لسيد البلاد ومؤسسها عبد الله الأول بن الحسين ملكًا دستوريًّا.
- تعديل القانون الأساسي
في يوم 25 مايو 1946 وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن مملكةً مستقلة ذات سيادة. أعلن البرلمان الأردني الملك عبد الله الأول ملكًا عليها، الذي استمر في الحكم حتى استشهادة في القدس المحتلة عام 1951 وهو يغادر المسجد الأقصى.
هي ميزان الحق، دولة تضع شماغها وتاج الراس، صوتها وصورتها اليوم في وجدان الملك الهاشمي، عبدالله الثاني، وهو الذي يتلمس قوة الدولة التي بناها وترقبها قوية كما اريد لها، جيشها العربي الهاشمي الأردني، علمها، بيرق مجد عريق، وطني يعتز بالرؤية الملكية لجيوش شعب الدولة، أبرزها جيش الإعلام الأردني ومؤسساتة الصحفية وما اسهمت به من قوة على قوة ورفعة العزة والأصالة الهاشمية،.. وفي ذروة احتفاء المملكة بالدولة الأردنية، نضع صورة الأردن، وردة الشرق ونهضتة، عنفوان الملك، الاب، المعرز.. ما يعني تفاؤلا مُمكّنا ودائما قدرة مؤسسات الدولة على تسريع العمل نحو التطوير والإنجاز خلال المئوية الثانية، التي بدأت بقوة وتحد، مع استجابة لصوت الملك، لنقف صفا واحدا نضع صورتنا أمام العالم، اردنا قويا، مؤمنا بعز وعزوة والعهد الأمين لجلالة الملك.
مائة عام من أصالة التجديد، تحدي التحول واستشراف المستقبل، في مجالات التنمية المستدامة والثقافة والصحة والتربية والتعليم العالي، ونسيج الأجهزة الأمنية التي تعيد ألق الأمن والأمان، لأن مائة عام، أراد لها الملوك الهواشم، أمن المد الإلهي، القادم من عترة النبي، محمد بن عبدالله الهاشمي، الأمين، فتزهر علامات الحب، والجمال.
في مائة عام، كانت الدولة الأردنية، تقاوم جوائح وازمات العصر، تلك التي بدأت مع بدايات القرن العشرين المنصرم وصولا إلى اليوم، وهي لا تكل او تتوقف، تمد شريان الأعمال والتنمية لتواكب دلالات القوة الهاشمية التي اقتبسها المد الهاشمي، منذ انطلاقة الثورة العربية، لتكون قوة متجددة للدولة الأردنية، قوة تعاند الضعف، وترتقي بدعم الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة الأردنية وولاية الحكومة وديمومة قوتها التنفيذية، تتشارك مع سلطات المملكة التشريعية في مجلس الأمة، نوابا واعيان، عدا عن قدرات تتواصل مع سحر الاحتفاء الملكي، بتلك الإشارات التي تصلنا مع المستقبل، فروح التحدي، يقابلها استجابة ذكية، عملية تنمية مستدامة تراها كل الأمم عبر مدارج النهضة والصحة، والالتزام الوطني والقومية، ما ابهج المدد الهاشمي، أعلى طلق ابتسامة يعشقها نشامى المملكة لقوتها في نشر عبق المحبة والجمال.
يوم هاشمي يمتزج مع تلك المسارات التي تصلنا الي
الجبال التي تضع التاج الهاشمي، لؤلؤة فريدة في الديار الأردنية الهاشمية.
كل ذلك، يجعل رؤية الملك للتنمية واستشراف المستقبل، تحيا يعزز احتفال المملكة بقدرته وقوتها وإصرار ورعاية ورقابة الدولة الأردنية ومؤسسات الإعلام الوطني ومجلس الأمة، وحماية الأجهزة الأمنية وجيشنا العربي الأردني الهاشمي.
هذا يوم غر، ابهج جلالة الملك، وعطر عمان بالشذا الهاشمي بالمحبة والرضا.
تتوسطُ المملكة الأردنية الهاشمية قلبَ الوطن العربي جغرافياً، لتظلّ على مدى التاريخ حلقةَ وصل حيوية بين مَواطن الحضارات في الشرق والغرب، وهي دولة عربية إسلامية تستند إلى نهج الوسطية والديمقراطية والمؤسسة.
*مراحل الحب والجمال
شهد عام 1921، إعلان الأمير عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، تأسيس إمارة شرق الأردن، والتي أُعلن استقلالها في 25 أيار 1946 تحت اسم «المملكة الأردنية الهاشمية»، وأصبح جلالة الملك المؤسس عبدالله (الأول) بن الحسين ملكاً دستورياً عليها.
الأردن بات من الدول المؤسِّسة لجامعة الدول العربية في عام 1945، وانضمّ إلى الأمم المتحدة في عام 1955.
ترتكز المنطلقات السياسية والفكرية للدولة الأردنية على العقيدة الإسلامية، والدستور، والشرعية الدينية والتاريخية للقيادة الهاشمية، وشرعية الإنجاز، والوسطية، والاعتدال، والديمقراطية، والتسامح، ومبادئ الثورة العربية الكبرى (1916) التي جاءت بقيادة الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، وأنجاله، تتويجاً لحركة الوعي واليقظة العربية، والتي أخذت تتّضح ملامحها وتتبلور في المشرق العربي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ضد سياسة الاستبداد والتتريك والتعنُّت العثمانية.
للأردنيّ، في الدولة الأردنية، سمو بكرامته وانتمائه على أيّ مصلحة شخصية أو حزبية أو جهوية، وينظر للمستقبل بعزم وإصرار، ويستمد القوة والثقة بالمستقبل من إيمانه بالله عز وجل، ومن اعتزازه بتاريخه وتراثه وقيمه الأصيلة، وإيمان مطلق بالامن والأمان في عناية الهية يحققها الملك الهاشمي، القائد الأعلى.
كما يشكّل مفهوم «الأسرة الواحدة» نهجاً يجتمع عليه أبناء الأردن وبناته، فانصهرت فئات المجتمع على اختلاف أصولها ومنابتها، لتشكل الأسرة الأردنية الواحدة، الفريدة في وحدتها وتنوعها واستقرارها.
ويحمل أبناءُ المجتمع الأردني الذين يمثلون ثقافات متعددة، صفاتِ التسامح والتلاحم والكرم وقبول الآخر، ويؤمنون أن العمل هو مقياس الانتماء، وأن الإنجاز هو الهدف والغاية لاستكمال مسيرة البناء رغم التحديات، وأن العلم والتعلُّم هما السبيل للنهوض بالوطن محلياً وإقليمياً ودولياً، لأن ميثاق المحبة وقوتة ملتصق بالقيم المعزز لحياة وأمن وسعي الدولة الأردنية لمراحل جديدة من البناء والتنمية.
(الرأي)