وتستمر المسيرة لمئوية ثانية بمزيد من الألق
نيفين عبد الهادي
12-04-2021 12:09 AM
وتستمر المسيرة.. وليست كأي مسيرة، إنما خطوات سارت دروبا مجعّدة الملامح، فجعلت منها دروب مجد وبهاء، رتّبت دنيا أردنية بقيادة هاشمية وأيادي النشامى ممن عاشوا وسيعيشون أسرة واحدة، حالة مجدهم تشبه الأردن فقط.
لا يمكن لأي أردنية وأردني إلاّ أن يعيش حالة مختلفة من الاعتزاز والفخر، ووطننا يحتفل ببداية المئوية الثانية من تأسيسه، فكم هو جميل أن نرى يومنا وغدنا وقد بُني وتأسس عبر مئة عام من الإنجاز والإبداع والنحت بصخور الحضور، ليصبح الأردن اليوم بكل هذا الألق، متجاوزا ببهائه ومجده جغرافيا المكان، ليصبح مصدر فخر عربيا وعالميا، بعدما استقبل وطني تهاني مئات الدول العربية والعالمية بمرور مئوية تأسيسه الأولى.
أيام تختلف عن غيرها من عمر الوطن، فهي الأيام التي نضع في ذاكرتنا صورا لمئة عام مرّت بتحديات كبيرة، لم تخل من الحروب والعقبات، كما حضر بها الفرح يرافق الإبداع، لنجد أنفسنا اليوم أمام فسيفساء وطن زاه ثري بالانجازات رغم تواضع امكانياته، وطن لا ينازعه بالحضور الحكيم والتنموي الحضاري أيّ دولة.
أيام برائحة الفخر، وبنكهة العز، وبروحٍ أردنية لم يأت مجدها صنيعة صدفة، أيام يحق لنا أن نفخر بها، وأن نحتفل بها على مدار أيام وليس يوما واحدا، أيام نحتاجها لتكون عنوان مئوية ثانية جديدة نبني بها ونزداد التفافا حول قيادتنا، ونجعل من قادم عهد وطننا بناء وتنمية، نبتعد فيها عن كل ما من شأنه النيل من هذا الانجاز وهذه العبقرية في بناء الأردن.
تجاوزنا الأصعب، والصعب، لكن التحديات لم تنته ولم تغلق بابها، ووطنا لا يزال يستحق منّا العمل، والعطاء، ولتكن احتفاليتنا بالمئوية الأولى المزيد من الوعد والعهد بعمل لبناء المستقبل لوطننا الذي يستحق كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أيام في رسالته التاريخية، لتكن احتفاليتنا بالكثير من الجهد والانجاز، وتجاوز سلبيات يمكنها أن تعيق مسيرة وطن، ومجد أمة، لنحافظ على ارث زاخر بني بقيادة الهاشميين، ولتستمر المسيرة بعزيمة الأردنيين وبقيادة جلالة الملك نحو مستقبل يليق بالأردن ويبقي حضوره منارة حضارة ومجد عربية وعالمية.
نهاية مئوية أولى تحمّلنا جميعا مسؤولية مئوية ثانية، تكمل مجدا أردنيا بُني بين أشواك منطقة مزدحمة بالاضطرابات، وتمسك قيادته بثوابت كانت في الكثير من المراحل كالقابض على الجَمر، مسؤولية القادم عاتقها علينا أن نتحمله ونجعل من ذكرى أعوام مئة مضت يد عون نُكمل بها المسيرة.
الدستور