إبن "هزاع" .. في الوقت المناسب
نشأت الحلبي
12-05-2010 05:35 AM
قبل فترة، كتبت مقالا عن ضرورة إعادة مأسسة العلاقة بين الشعب ورجل الأمن العام، وهالني حقا بأن هناك من هاجمني، ولم يهاجم المقال، فتلك لم تكن "كفرا" ونحن نرى ذلك التردي في هذه العلاقة التي وصلت حد أن تسمع عن مهاجمة أكشاك للشرطة في الأسبوع الواحد لأكثر من مرة وفي أكثر من منطقة ومحافظة لا سيما التي كانت معروفة بإحترامها لرجال الأمن.
على كل حال، لن أتوقف كثيرا عند هذه النقطة لأقنع هؤلاء بوجهة نظري، لكنني على الأقل سأحترم وجهة نظرهم دون أن أهاجمهم كـ "أشخاص" كما جرى معي، فالقضية الأهم الآن هي أن صاحب القرار، وهو يرى ذلك "الخلل" في العلاقة بين رجل الأمن والشعب، إتخذ القرار الأكثر صوابية ، فإختار أن يعيد تلك العلاقة الى مسارها الصحيح من "الإحترام"، ولأن الشعب الأردني أكثر ما يحترم رموزه التاريخيين الذي يتغنى جيلا بعد جيل بإخلاصهم للوطن، ونظافة يدهم، ونقاء سريرتهم، فإن ذكر أحد هؤلاء الرموز ، يجعل أي أردني ينحني لعظم تاريخ الرعيل الأول الذين أرسو بإخلاصهم دعائم الدولة، وأسسوا مؤسساته، وحين وضعوا "مواثيق شرف" تلك المؤسسات، كان السطر الأول فيها إحترام الشعب، وإن كانت المؤسسة الأمنية هي أهم تلك المؤسسات، فإن شعارها كان أساسا خدمة الشعب، وفي حين إختل "معنى" هذا الشعار في وقت وفي مكان ما، كان لا بد من شخص يعيد للشعار "نكهته" حتى يحصد بالمقابل الإحترام المطلوب من الشعب.
إذن، ومن منطلق فهم نفسية الشعب الاردني، والذي يَحترم حينما يشعر بأنه يُحترم، أحسب أنه كان إختيار اللواء حسين "هزاع المجالي" ليكون على رأس المؤسسة الأمنية الأكثر أهمية، والتي تتلاحم مع الناس وتعيش معهم في كل مكان من الوطن، فهذه شخصية تمتد في إحترامها عند الناس من إحترام "الرمز" هزاع المجالي طيب الله ثراه، وهي بالتأكيد شخصية تربت على إحترام الناس وتقديرها، وفوق كل ذلك "حب" الناس، وهو السر الكامن وراء السيرة العطرة التي خلفها هزاع المجالي، والتي ورّثها، ولا ريب لنجله، وكما كان المجالي في أكثر المناصب حساسية حينما كان "المؤتمن" على أمن الراحل العظيم الحسين بن طلال، وصان تلك الأمانة، فلا بد وأنه سيصون أمانة "أمن" الشعب الاردني بنفس الروح والإخلاص، وفوق كل هذا، فلا بد وأنه قادم وعلى رأس أجندته إعادة "الإحترام" أولا الى العلاقة بين رجل الأمن العام والشعب وتنظيفها من كل الشوائب التي علقت بها، وهذا ليس "تطبيلا" للقادم، وذما في السابق، فكل من يحمل أمانة مسؤولية مثل هذه المسؤولية الحساسة، لا بد وأنه موضع ثقة أولا عن جلالة الملك، لكن هذه الأسطر هدفها "إضاءة" وليس "تعتيما" على مرحلة كانت "مؤلمة" وأنت تسمع عن صدامات بين الأمن العام ومواطنين في أكثر من مكان ولأكثر من مرة، وهو ما يدفع اي غيور على الوطن لأن يقول كلمة حق لتساهم ولو بمثقال "سنبلة" في رسم ملامح مرحلة، أعتقد جازما، أنها ستكون مشرقة بين الناس ومؤسسة الأمن العام، وأجزم بأن عنوان تلك المرحلة هو "الإحترام".
Nashat2000@hotmail.com