مئوية الدولة والولوج في فجر جديد
أ. د. انيس الخصاونة
11-04-2021 06:40 PM
احتفال الاردن بمئوية الدولة يتضمن مشاعر مختلطة لها علاقة بالتاريخ ونشوء الدولة من رحم التحديات والنضالات التي خاضها الاردنيون بقيادة الهاشميين بدءا بالملك المؤسس عبدالله ابن الحسين وابناءه الملك طلال والملك الحسين والملك عبدالله الثاني ابن الحسين. مئة عام شهد الاردن خلالها تطورات عديدة وجهود مضنية لبناء الدولة ومؤسساتها وسلطاتها وسط أحداث جسام أبرزها الصراعات المحيطة بهذا البلد من كل جانب، ويأتي في مقدمتها قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي التي تركت ظلالها على مسيرة بناء الدولة وجهودها في تحقيق التنمية خلال قرن من الزمان.
امكانات الاردن الاقتصادية لم تكن يوما بحجم طموحات ابناءه، فتأسيس الدولة لم يتحقق بفضل وفرة في الموارد والثروات الطبيعية بقدر ما جاء بفضل القيادة وعزائم الاردنيين الأوائل الذين ضحوا وبذلوا الجهود لرفعة الوطن وإعلاء بنيانه.
بعض المؤسسات الدولية ومراكز الأبحاث والدراسات والتي المعنية بمؤشرات التنمية والتطور (الاقتصادية والسياسية)تضع الاردن في مراتب أفضل من ترتيب بعض الدول النامية الأكثر ثروة ووفرة في مصادرها من بلدنا العزيز .
صحيح اننا لسنا في حالة رضا كبيرة عن أوضاعنا الآنية، وخصوصا في مجالات الاقتصاد، وتوزيع الثروة، والاصلاح السياس، والحياة الحزبية، وربما في مجال الحريا، والمشاركة السياسية، لكن هذا البلد يدرك هذه التحديات وقيادته تعترف بقصور القوانين والتشريعات الناظمة للجوانب الاقتصادية والسياسية.
وفي الوقت الذي لا بد لنا أن نثمن الانجازات التي تحققت على مدار مائة عام، فإن أعين الاردنيبن ترنوا نحو مستقبل أفضل ونحو فجر جديد من الاصلاح السياسي الحقيقي الذي يقوده جلالة الملك، وينفذ بأيدي مواطنوا هذا البلد المكافح المرابط.
كتبنا كثيرا وانتقدنا مرارا وتكرارا بطئ الاصلاح السياسي، وتعثر الادارة العامة في تحقيق ما وعدنا به الملك من مستقبل أفضل تسوده عدالة القرارات الحكومية، ونزاهة الموظفين العامين،والولوج في نهج جديد وأكثر ديمقراطية لتشكيل الحكومات، ومكافحة الفساد والفاسدين، وترجمة مفهوم "دولة المؤسسات والقانون" الى واقع يلمسه ويشعر به المواطنين.لكننا ونحن نحتفل بمئوية الدولة يحدونا الأمل بأن تكون هذه المناسبة ليست فقط احتفال بما تم إنجازه بالماضي ولكنها نقطة تحول وبداية لمرحلة جديدة يشهد الاردن تطورات ترتقي لمستوى طموحات وأماني الاردنيبن.
إن تزامن احتفالات الاردن بمئوية الدولة مع تجاوز الدولة وتعافيها من الاحداث المؤسفة التي شهدناها خلال الاسبوع المنصرم يعكس قدرة هذا البلد على التعامل مع العاديات، كما يؤشر الى أن هده الدولة ليست بالهشاشة التي يعتقدها من لا يحب الخير لهذا البلد وأهله وقيادته.حمى الله الاردن وشعبه وسدد خطى قيادته لتحقيق مزيد من الانجازات وكل عام والوطن بخير....