الرسائل الملكية .. وأمن الوطن
د. دانييلا القرعان
11-04-2021 01:57 PM
أكد أكاديميون وسياسيون أن رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة مضمونها الأساسي بث الطمأنينة في نفوس الشعب الاردني على ان باب الفتنة قد اغلق، وان الأردن سيبقى بقوة أبنائه وشعبه امنا مستقرا محصنا قويا منيعا بعزيمة وإرادة الأردنيين، ومن خلال هذا الخطاب الملكي المطمئن في الحفاظ على امن واستقرار الأردن نستخلص في ان المحافظة على امن الأردن ترتكز على مجموعة من الأسس والمرتكزات التي تميز الأردن عن غيره.
كيف نحافظ على استقرار الأردن في ظل العقبات التي تواجه ربوع الوطن؟ نعمة الامن والأمان والاستقرار التي ينعم بها الأردن لم تأتي عبثا، وهو يعيش في محيط ملتهب، وإنما جاءت هذه النعمة بفضل القيادة الهاشمية الفذة وسياساتها الحكيمة، ووعي وإدراك المواطن الأردني وانتماؤه الصادق لثرى الأردن الطهور، والجهود النوعية والدؤوبة التي تبذلها قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية.
إن جملة الإصلاحات الشاملة التي شهدها الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك جعلت من المواطن الأردني شريكا أساسيا في تحديد مستقبل الوطن وامنه واستقراره، وبلورة احتياجاته ومتطلباته لتطلعات وطموح المواطن نفسه. وفي المقابل يعتبر الاعلام الأردني الشريف والنزيه أحد أسباب ومرتكزات الامن والاستقرار في الأردن، من خلال ثقتنا واعتزازنا بالأعلام الأردني الذي ينقل الحقيقة بكل مصداقية وشفافية للمواطن الأردني، والاعلام أداة مهمة من أدوات الامن الوطني بمفهومه الشامل. ويجب ان نربي أبناءنا على حب الوطن والانتماء له وكيفية تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم وأسرتهم الصغيرة والكبيرة ألا وهي الوطن ويجب ان نجعل أبنائنا يشعرون بان هذا الوطن هو البيت الأول لكل الأردنيين.
نحافظ على امن واستقرار الأردن ان نكون جميعنا كشعب أردني واحد كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والحفاظ على امن الوطن مسؤولية تقع على عاتق الجميع من مواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والأجهزة الأمنية؛ من اجل تعزيز التقدم السلمي نحو الإصلاح، والمحافظة على صورة الأردن الحضارية وحماية المصالح الوطنية التي تشمل دعم الحركة التجارية والنشاط السياحي والحفاظ على الاستقرار الذي يشكل جذبا كبيرا للاستقطاب السياحي والاستثماري وخصوصا خلال هذه الفترة. ونحافظ على امن الأردن من خلال حق المواطن الأردني في التعبير عن رأيه الذي كلفه الدستور والقانون ضمن الحدود وبما يخدم المصلحة العامة.
ان موضوع الاستثمار تحديدا يبنى على منظومة متكاملة وقدرة الدولة على التعامل مع هذه المنظومة والتي من أبرز عناصرها توفر الامن والاستقرار وسيادة القانون، وبالطبع الأردن حقق خطوات كبيرة بهذا الاتجاه وأصبح نموذجا هاما. وهذا يأتي انسجاما مع ما تحدث به جلالته عن امن واستقرار الأردن، وانسجاما مع مساعي جلالته دائما لإحلال السلام في المنطقة، ومساعيه لنشر قيم التسامح بين الأديان، وسياسة المكاشفة والشفافية التي تتبعها اغلب مؤسساتنا بناءً على توجيهاته، ونبذ سياسة خطاب التطرف والكراهية، والحكمة والعدالة والتسامح التي سار عليها نهج الحكم الهاشمي أسهمت في تعزيز امن الأردن واستقراره، وقدرته على مواجهة التحديات والخروج منها اكثر قوة ومنعة وثباتا على المواقف الوطنية والقومية التي لن يحيد عنها باعتبارها الطريق السوي الذي خطه الإباء والاجداد ومهما كان الثمن وتحديدا بالنسبة الى القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها التي يتم التعاطي معها كقضية اردنية استراتيجية، والتأكيد على الدور الهاشمي التاريخي والديني والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة.
جلالة الملك دائما يراهن على وعي المواطن الأردني وانتمائه وقدرته في مواصلة عمليات الإصلاح بكافة اشكالها، وهذا البلد محصن بعزيمة وقدرة أبناء الشعب وحصنه الحصين ضد أي اعتداء خارجي يقود لإشعال نار الفتنة، فهذا الانتماء هو الماء الذي يخمد شعلة هذه النار، فالأردني يتميز عن غيره بانتمائه واردنيته واخلاصه لله ثم للقائد المليك والاسرة الهاشمية، وتحدي الأيام الماضية هو الأصعب والأخطر على استقرار وطننا وكان أكثر إيلاما وقسوة.