أقول للفريق مازن القاضي الله يعطيك العافية وما قصرت فتحملت المسؤولية فترة زمنية طويلة وبذلت كل جهد ممكن من أجل استتبات الأمن في البلاد...

واقول للواء حسين المجالي اعانك الله على هذه المسؤولية الكبيرة ونتمنى لك النجاح في مهمتك الصعبة, ليس لان البلاد في حالة اضطراب أو فوضى لا سمح الله, ولكن, كما يقولون: "علمك بعمَّان قرية"... فقد كبرت عمان وتوسع المجتمع وكثرت المشكلات والقضايا مثل كل المجتمعات النامية قيد التطور...

في المجتمعات الكبيرة المتطورة النامية تنشأ حالة طارئة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي تستوطن فتجب معالجتها, فالسرقات تكثر, والمخدرات تظهر وتنتشر, وتتعدد اشكال الجريمة غير المنظمة, وقد تكون جيوب الفقر في العاصمة والنواحي هي التربة الخصبة لظهور وتناسل هذه الجرائم والمشكلات والافات الاجتماعية...

الحقيقة ان بعض اشكال هذه الجرائم طارئة على الاردن ظهر معظمها مع النمو السكاني غير التدريجي الذي سببه تدفق سكاني على الاردن بسبب الحروب في المنطقة ومع اضطرار اعداد كبيرة من الاردنيين العودة الى البلاد بسبب هذه الحروب خاصة حرب الخليج الاولى والثانية...

ويجب ان نعترف ان الكثير من المشكلات نشأ عن الازمات الاقتصادية المرتبطة بالحياة الاجتماعية ومستوى دخل الفرد حيث لعبت دوراً في تلاشي الطبقة الوسطى في المجتمع الذي توسعت فيه قاعدة الطبقة الفقيرة, اضافة الى الاثار السلبية للاحساس بعدم وجود عدالة في توزيع الثروة داخل طبقات المجتمع خصوصاً في المناطق البعيدة من المملكة.

هذا لا يعني ان الاردن كان بلداً نظيفاً من الجريمة أو خالياً من المشكلات التي تؤدي الى ظهور العنعنات والعصبيات والخلافات داخل المجتمع الواحد, أو وقوع جرائم ينبذها الاردنيون كحالة أو عادة غريبة عن اخلاق وطباع الناس, كل ذلك كان يحدث داخل المجتمع ولكن ظل في حدود المعقول وفي غياب وسائل الاعلام التي تلعب اليوم دوراً مهماً في الكشف عن كل الجرائم, والاعمال المخلة بالأمن أو"الهوشات" لحظة وقوعها ونقلها للناس بالتفصيل الممل... أو المثير أحياناً...

خلاصة القول ان المجتمع قد كبر فكثرت المشكلات الاجتماعية بسبب الاوضاع الاقتصادية ونتج عنها مشكلات وقضايا أمنية, لذلك صار دور الأمن العام أكبر وأوسع, وصارت المسؤولية اثقل على كاهل الجهاز الأمني, خصوصاً ان الانتخابات النيابية على الابواب, ونأمل ان تكون سلسلة ناعمة خالية من "الهوشات" والاستفزاز...


Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم.