اتصل بي يوم الاثنين الماضي مكتب معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر معالي يوسف العيسوي، للقاء معاليه وذلك بعد أن أرسلت للديوان الملكي مساعدة ببعض الأدوات الخاصة والمهمة في الرصد الفلكي.
عندما وصلت بوابة الديوان الملكي، كان اسمي موجودا على الباب لدى الحرس الملكي، وإذا بالعسكر يطلبون مني ان اتبع دراجة نارية حتى وصلت قصر بسمان العامر، نزلت من سيارتي ووجدت من ينتظرني على باب القصر واصطحبوني الى غرفة للانتظار، ولم تمر بضع دقائق حتى جاء أحد الموظفين بابتسامة جميلة يقول لي تفضل، عندما اقتربت من أحد بوابات قصر بسمان العامر حيث ينتظر موظف آخر يفتح باب المكتب وإذا بي ادخل على معالي يوسف العيسوي (أبو حسن) الذي وقف بتواضع وارتسمت على وجه معاليه ابتسامته المعهودة المختلطة بالروح الطيبة.
جلست امام معاليه وهو يتحدث معي بكلام يرفع المعنويات ويثني على عملي العلمي مقدما لي الأجهزة التي كانت موجودة في مكتب معاليه، وشكرت معاليه على حسن الاستقبال التي اسعدتني أكثر من الأجهزة نفسها التي كنت اطمح بها.
خرجت من القصر وانا اشعر بالفخر والاعتزاز شاكرا الله تعالى على نعمة الاحترام للمواطن الأردني من قصر وبيت جلالة الملك المعظم، فقد منحنا الله تعالى بملك وعائلة هاشمية لا مثيل لها في العالم، فلم أسمع في يوم من الأيام عن المعاملة الدافئة والراقية من القصر الملكي او الرئاسي للمواطن المحتاج والملهوف مثلما يحدث في الاردن، فهنالك المئات من الأردنيين والمقيمين الملهوفين والمكروبين والمرضى في الوطن يلجؤون للديوان الملكي الهاشمي العامر حيث يلقون المعاملة الطيبة والمساعدة ولا يخرج من القصر الا وقد لبيت حاجته وفك كربه وتأمن علاجه، وغيرها الكثير من المساعدات.
وللأمانة فلم أتوقع أن يسلمني الهدايا معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي شخصيا، وانما كنت أتوقع ان يسلمني إياها أحد موظفي الديوان، ولكني تفاجأت كثيرا أن يسلمني إياها معالي الرئيس ما رفع معنوياتي جدا وزاد من فخري انني أردني وأن جهدي التطوعي في الفلك منذ عقود قد لاقت التقدير والتكريم من القصر.
أكتب هذه الكلمات من واقع عشته بتفاصيله، بالمصادفة مع ذكرى الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، داعيا الله تعالى أن يحفظ الأردن العظيم، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله تعالى، الذي ضرب مثالا في العالم كله في التفاني والإخلاص للمواطن الأردني، ونشر المحبة والسلام في العالم حتى لقب مليكنا المفدى بملك السلام، ويجمع ولا يفرق، وحتى جيشه العربي لم يطلق رصاصة اتجاه أي كان سوى الدفاع عن النفس، وانتشر في كافة بقاع الأرض والمحبة ينشر السلام ويدافع عن المظلومين والضعفاء وأصحاب الحقوق.
أدعو الله تعالى ان يبقى الأردن صامدا قويا منيعا أمام كل التحديات المحيطة به من كل جانب، وبلد فيه ملك مثل عبد الله الثاني بن الحسين، وولي عهد يحمل اسم الملك الحسين طيب الله ثراه، وعائلة آل الهاشم وآل البيت التي وجب على كل مسلم احترامها حتى يوم البعث، وبعشائره العربية الاصيلة التي وأدت ظلم الاستعمار العثماني، والذين سقت دماء أبنائها الزكية ارض القدس وفلسطين ومقدساتها، سيبقى جبلا شامخا قويا منيعا بإذن الله.
شكرا سيدي جلالة الملك.