الأردن الذي نريد مع الملك
د.مروان الشمري
10-04-2021 04:33 PM
تابعت كمواطن اردني مثلي مثل جميع ابناء الوطن في الداخل والخارج ما جرى في الاردن في الايام الاخيرة بقلب يعتصره الالم والحزن وبعين القلق على هذا الوطن الذي نحب ونفتدي بالارواح وهنا لا بد من ان انوه الى انني وان كنت لا اعيش في الأردن حاليا الا ان وطني يعيش بداخلي اينما ارتحلت واكاد اجزم انه يعيش بداخل كل أردني ايا كان موقفه مما جرى ويجري في بلادنا ولربما انه قد حان الوقت كي تكون الدولة واقعيةً في تعاطيها مع الشأن الداخلي وتستمع الى كل الاصوات حتى وان كانت طروحاتها تختلف مع رؤى الدولة الرسمية فلقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن كثيراً من تلك الرؤى والاساليب التي تم استخدامها في ادارة الملفات الاقتصادية والسياسية والامنية هي اساليب غير ناجعة.
اكتب اليوم بابسط لغة دون تعقيد ودون مواربة كي لا يحسب البعض انا نتعدى على الخطوط الحمر او نتجاوز الدستور الذي نريد اصلا ان نحميه ونعزز قداسته. اكتب اليوم وانا لا اعيش في الاردن ولا اتقاضى راتبا منه وانما اكتب كإبن له يحزن لحزنه ويتألم لألمه. اكتب اليوم وانا متمسك جدا واكثر من ذي قبل بالنظام الهاشمي كله ككتلة واحدة متماسكة وكبيت واحد يلم شمل الاردنيين كلهم دون استثناء واكاد اجزم ان هذا هو شعور الغالبية من الاردنيين المتمسكين بالدستور. لا احد ينكر ابدا جهد الملك في الحفاظ على الوطن امنا مستقرا من كل ما جرى ويجري من حولنا في اقليم ملتهب وهو الذي ادار بحكمة واقتدار كل الملفات الاقليمية الشائكة والتي لها تأثير مباشر على الأردن واستقراره دون ان يتنازل عن الثوابت وكلنا بالتأكيد ممتنون له ولجهده الطيب الصادق ولا زالت ايضا كلماته في خطاباته المدافعة عن ديننا الحنيف وثوابتنا في القضية المركزية عالقة في الذهن.
علينا جميعا ان نحتكم الى الدستور وان كان هو بحاجة الى تعديلات فالامر والحسم في ذلك يكون للشعب كما هو الحال في كل الدول.
الاردن الذي نريد مع الملك وليس بدونه هو ذلك الذي ينتخب فيه الشعب مجالس نواب حقيقية لا ديكورية تمارس التشريع والرقابة الحقيقيتان دون انتظار اتصال من هنا او هناك. الاردن الذي نريد مع الملك وليس بدونه هو بلد يتمتع بقوانين انتخاب حرة نزيهة تمثيلية لكل الاردنيين دون تدخلات من اي جهة كانت. الاردن الذي نريد مع الملك وليس بدونه هو بلد يمارس فيه الناس حياتهم السياسية ونشاطاتهم السياسية بتعددية حزبية صحية تثري الحوار الوطني دون تخوين او تهويل او تخويف او اتهامات بالاجندات والعمالة فهذه مفردات لم تعد تسمن او تغني من جوع. الاردن الذي نريد هو اردن قوي تعليميًا وطبيا وسياحيا وسياسيا ولن يتحقق ذلك بالامنيات او لجان لا تملك فعليا اي اتصال حقيقي بالواقع ولا تستمع الى الرأي المختلف او المخالف فقد رأينا نتاج سنين طويلة من الانتظار وما رأينا فيها اي نقلة نوعية لا بل تراجعا في كل المناحي.
النخب المهترئة عاثت في البلاد خرابا وفسادا وخلقت فجوة بين مؤسسة الدولة والشعب وساهمت وما زالت بتعميق الهوة بين الدولة وشعبها وأفقدت المؤسسة الرسمية في البلاد ثقة الشارع تماما.
اكتب اليوم وانا اصلي ان يحفظ الله الاردن وكل الهاشميين وعلى رأسهم الملك واخوته جميعا فكلهم ابناء الحسين الباني ووحدتهم هي وحدة الاردنيين جميعا ووحدتهم تمنع شتات الحال وتغلق ابواب الفتنة وترد كيد من يريد بالاردن سوءا سواء كانوا من داخل البيت ام من خارجه.
والله من وراء القصد
حفظ الله الاردن