عندما يكون نتنياهو هو عدوك
د. عاكف الزعبي
10-04-2021 11:12 AM
لم يعد خافياً هذا العداء الذي يحمله اكثر رؤساء وزراء اسرائيل يمينية لجلالة الملك عبدالله الثاني. عداء لم يبدأ اليوم أو منذ فترة قريبة بل يرتبط بدور جلالته في الوقوف بوجه نوايا ومخططات اليمين الاسرائيلي المعادي للسلام.
نتنياهو اليميني وحليف اليمين الاصولي المتطرف والساعي لتصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على اراضي الفلسطينيين والذي يراوده حلم الخيار الاردني يصطدم في كل خطوة يخطوها بصد صلب ومدروس من قبل الاردن بقيادة الملك.
وجلالته ما يزال رافعاً لراية السلام مشفوعة بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام يدافع عن قضية فلسطين وحقوق شعبها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة. ومتمسكاً في ذات السياق بمواقف الاردن القومية الثابتة دون كلل أو ملل حتى بعد ان اصبح الصوت العربي الاول وربما الوحيد الذي يحمل الحق الفلسطيني لدول العالم ولأهم المنابر والمحافل الدولية الفاعلة.
ولكم كانت خيبة أمل نتنياهو كبيرة من قرار جلالته بعدم الموافقه على طلبه بتمديد استغلال اسرائيل لأراضي الغمر والباقوره الاردنيه لخمس وعشرين عاماً اضافيه باصرار اردني صارم على انهاء آخر علاقة لاسرائيل بأي ارض اردنيه ، وبعزم أمين على تكريس مضامين معاهدة السلام مع اسرائيل كما فهمها وارادها جلالة المغفور له الملك الحسين .
وما لم يتوقعه نتنياهو بل آخر ما كان يمكن له أن يتوقعه من الملك هو موقفه من صفقة القرن الذي لم يكن ليحيد عن موقفه الثابت من السياسه التوسعيه والعدوانية لاسرائيل حتى وهي تحظى باكبر دعم في التاريخ الامريكي في ظل ادارة الرئيس ترمب .
من أراد معاقبة الاردن بتعطيشه وقام بالعودة عن موافقة اسرائيل على مشروع ناقل البحرين ( الاحمر – الميت ) يذهب اليوم بعيداً في عدائه للاردن وللملك ويمد يده لزرع الفتنة في الاردن وتهديد أمنه واستقراره . لكن الرد الملكي الاردني جاء حاسماً كالعاده فتم وأد الفتنة ، وصار على نتنياهو بعد ذلك ان يقلق اكثر من ذي قبل بعد ان غاب حليفه ترمب خاصة وهو يرى علاقات اكثر تفهماً للملك بالادارة الديمقراطية الجديده في امريكا .
ان يكون نتنياهو هو عدوك يعني انك تسير على الطريق الصحيح وأنك المؤتمن على مصالح الاردن العليا والحريص على حقوق فلسطين وشعبها والمتمسك بالثوابت القومية للأمة.