هناك أشخاص حالمون يعيشون الحلم بكل تفاصيله، حتى أنهم يسقطونه على حياتهم اليومية، يتشبثون به فإذا ما تغلغل في وجدانهم وعقولهم وقلوبهم، استوى لديهم الحلم والواقع وصار الانسلاخ من حالتهم الملتبسة تلك صعباً، بل في بعض الحالات من المستحيلات.
لماذا التطرق لموضوع العيش في الأحلام، لأنه يوجد أناس بيننا في مجتمعنا يحلمون بالوظيفة المريحة والجلوس في مكتب بلا تعب أو عناء هكذا من بداية تخرجهم في الجامعة أو الكلية يريدون كالصاروخ يصلون إلى الوظيفة وهم مرتاحون رافضين البدء من الصفر، ففكرة بذل الجهد والعرق قديمة عفا عليها الزمن تلائم الأجداد، هم يتصورون أن الكفاح في الحياة درب من دروب الشقاء والتعب؟! وهذا ما يعارضونه جملة وتفصيلا، ركنوا إلى القعود في البيت وآثروا مشاهدة التلفاز وتصفح الهاتف الخلوي، بدل البحث عن عمل ينفعهم وينفع أسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
لا يمكن التعميم؛ حيث إن معظم شبابنا يحبون العمل ويخلصون فيه حتى أنهم يرضون بأقل القليل، لكن القصد هنا شريحة معينة من الشباب من صرف عليهم آباؤهم ولم يفعلوا أي شيء سوى الانتظار… انتظار ماذا الله أعلم؟! ربما ينتظرون معجزة تهبط عليهم فجأة! وتنقلهم إلى سلم الرفعة والثراء، فتضيع أعمارهم هدرا من غير أن يسعوا ويبحثوا عن خيارات أخرى غير الانتظار.
لا ضير في عمل مشروع صغير مهما كان رأس المال، المهم أن يبدأ الإنسان ويضع لنفسه هدفاً يوصله لمبتغاه، والأهم أن يكون الهدف مبنيا على معطيات تترجم الواقع الذي يعيشه، ومن المهم تفادي العجلة، فالاستعجال في تحقيق الهدف من غير تخطيط مسبق ودراسة جدوى للمشروع ينتهي إلى الإخفاق.
كثيرون بدأوا من لا شيء لم يكونوا يمتلكون إلا الإرادة والنية الصادقة آمنوا بقدراتهم وامتلكوا ثقة لا تزحزحهم عنها أقاويل المحبطين والمثبطين. والت ديزني عالم الأطفال الشهير والذي أصبح له فروع في كثير من دول العالم، اجتاح شاشات التلفاز في كل بيت، لا تخلو ذاكرة طفل من قصص ديزني، والرجل الذي اخترع فكرة والت ديزني فشل 14 مرة في رسم شخصيات والت ديزني وفشل سبع مرات في إنشاء شركته، لكنه أصر وفي النهاية نجح ووصل لهدفه بالصبر والإصرار، وهذه رسالة لكل حالم أن يكف عن التمني ويجعل حلمه حقيقة بكده وعمله.
(الغد)