لا يسعك وأنت تستمع لبعض ترهات خطابات المعارضة الأردنية التي بزغت فجأة في الخارج ، الا أن تدرك أنه خطاب متهافت ، لا يتكىء على أي وعي سياسي حقيقي ، فهو خطاب مرتجف ، مهزوز ، وموتور، مكشوف ، بل وفاضح ، لا ينم عن أي وعي سياسي ، أو ادراك لما يحيط بالمنطقة من محاولات لاعادة ترسيم المنطقة سياسياً وما يكتنف هذه المرحلة العصيبة من أخطار .
ان الخطاب الأردني المعارض ، الناعق بالخراب والفوضى والدمار للبلاد وأمن العباد ، لا يبرح يكرر أنه لا يريد الفوضى ، الا أن كل كلمة تخرج من أفواههم التي تنبض بها عقولهم المريضة ، وغير الواعية سياسياً ، كل كلمة منها تنضح بالفوضى والفتنة وخراب الديار ، اذ أن ما يحاولون طرحه من أفكار ومغالطات ومفاهيم سياسية خاطئة ، لا تكاد يقتنع بها أي مواطن أردني من أسرة شريفة واعية ، تربى أفرادها على أساس احترام القانون ، ونبذ الفوضى ، والامتثال للضوابط وتوحيد الجبهة الداخلية وتعزيز اللحمة الوطنية ، بدلاً من الانجرار وراء الفتن ، التي تحاول بعض الجهات الخارجية المعروفة جر الأردن اليها ، بغية تحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه من خلال الضغوطات التي مورست على الأردن ابان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق " دونالد ترامب " ، الذي حصد كرهاً وامتعاضاً من قبل الأمريكان أنفسهم ، قبل شعوب العالم قاطبة بسبب سياساته الفوضوية ، وأعطت لبعض الدول أدواراً أكبر من أحجامها السياسية والتاريخية .
ولنتوقف عند نقطتين رئيسيتين في محاولة لفهم خطاب المعارضة الموتور ، والخارج عن اطار المنطق والمعقول ، أولهما : ان جلالة الملك عبد الله الثاني رفض رفضاً قاطعاً ما يسمى ب " صفقة القرن " التي تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وعدم عودة اللاجئين ، ومنح الفلسطينيين أراض مشتتة بما يقارب 70 بالمئة من مساحة الضفة الغربية ، اضافة الى محاولات سحب الوصاية الهاشمية " وهي الوصاية الشرعية والمتوارثة أباً عن جد " ، على المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة .
ان الأصوات الناعقة بالخارج ، تطبيقاَ لنهج بعض الجهات التي لا تريد بالأردن ، قيادةً وشعباً ، خيراً ، حاولت في الفترة الأخيرة خلق فتنة بين العائلة الهاشمية الواحدة ، كمرحلة أولى ، وتسويق ذلك بكل ما أوتيت من خطابات مهزوزة ، متسرعة ، وصولاً الى خلق الفتنة بين أبناء الشعب الأردني الواحد من شتى الأصول والمنابت ، ويتجلى ذلك من خلال تهجم تلك الأصوات الناعقة على سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني ، مع اغفال أي ذكر لرفض أي صفقات لا تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروع باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 ، كما يدعو ويحارب جلالة الملك عبد الله الثاني في المحافل الدولية كافة .
ان ما يهم تلك الأصوات الناعقة بالخراب ، التي لا يعنيها ما قد يحصل من فوضى وفتن ، هوتحقيق مآربها ومحاولاتها الدؤوبة في تشويه صورة سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله من أجل استكمال المخطط ، الذي بات مكشوفاً للقاصي والداني من أجل اللعب على الفتنة الداخلية ، واضعاف الجبهة الداخلية وخلق الفوضى .
فتجدهم " المعارضة الخارجية " ، تارة يتهجمون على جلالة الملكة رانيا العبد الله وأخرى على سمو ولي العهد ، فضلاً عن محاولات اظهار مدى ولائهم، المشكوك فيه ، لبعض الأفراد من الأسرة الهاشمية ، والذي يأتي في سياق خلق الفتنة ، بغية تحقيق هدفين اثنين يريدهما الكيان الصهيوني الآن ، وهما : تحقيق ما يسمى " الوطن البديل " ، وتصفية قضية فلسطين المركزية بالنسبة للعالم العربي، والتخلص من مسألة عودة اللاجئين الى أراضيهم التي هجروا وشردوا منها ، وسحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية .
ان تهافت خطاب المعارضة الأردنية الخارجية ، فاضح ومعيب ومتخاذل ، حتى في التعابير والمفردات التي يتم استخدامها مثل مفردات : " خاوة " ، و " غصب عن أكبر شنب "....الخ ، وغيرها من المفردات " السوقية " ، التي تعتقد أنها خارجة من حارات وشوارع ، لتدل على خواء فكر أصحاب هذه الأصوات التي خرجت في وقت متزامن ، اثر رفض الأردن القاطع والواضح ، لما طرحته ادارة الرئيس الأمريكي السابق " دونالد ترامب " ، من حلول في اطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب المملكة الأردنية الهاشمية .
ان المعارضة الأردنية الخارجية أصبحت مرتبكة ، مهزوزة ، عصبية ،وانكشفت ورقة التوت التي كانت تتستر بها ، وذلك بسبب فشل تحقيق مآربهم ، بسبب لملمة أية خلافات ، أو سوء فهم ، بين أفراد الأسرة الهاشمية وعدم خروجها للعلن ، وتخلي الأمريكان برئاسة " بايدن " ، عن المشروعات القديمة ، التي كانوا " المعارضة الأردنية " يمنون أنفسهم بتحقيقها ، لعل وعسى يحققون بعضاً من أحلامهم الواهية في ضرب الوحدة الوطنية ، وتحقيق هدف الكيان الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية .