حكمة الفهم والادراك (وافق شن طبقه)
عبداللطيف الرشدان
09-04-2021 10:34 AM
تختلف لغة الخطاب والحوار من شخص إلى آخر فبعضهم يكون اسلوبه سهلا ومباشرا وبعضهم ممن رزقه الله ناصية الكلام وبلاغته يرتأي ان يوجه خطابه بأسلوب فيه تورية ومعاني تحتاج إلى تفكير لالتقاطها ويكون الأسلوب فنيا ومشوقا ويكشف عن حصافة المتلقي والتقاطه للمعنى.
يروى ان رجلا يدعى (شن) كان من دهاة العرب وأراد ان يتزوج بزوجة تماثله في صفاته فطاف بقريته ووجد رجلا اخر يهم بالسفر إلى مقصده وغايته فسار برفقته وأثناء المسير قال شن لصاحبه أتحملني ام احملك فاجاب هذا غير ممكن واكملا المسير وقال شن لصاحبه أترى ذلك الزرع الناضج قال نعم قال هل قبض صاحبه ثمنه قال لا ثم استأنف المسير ورأيا جنازة فقال شن هل هذا حي ام ميت فقال وهل تحمل جنازة إلى المقبرة صاحبها حي ثم بلغا محط الرحلة وافترقا ودخل الرجل الثاني بيته واستدعى ابنة له كانت ذكية وسألها عن الإجابة على أسئلة شن فقالت اما جملة أتحملني ام أحملك فقصده اتحدثني ام أحدثك لنخفف من تعب المسير وأما الزرع فهو ناضج وقد باعه وقبض ثمنه وأما الجنازة فإن صاحبها له عقب فهم يحيون ذكراه فسر الرجل من ابنته وكان اسمها طبقه وقال وافق شن طبقه وزوجها به.
خلاصة الأمر أن يعمل المخاطب عقله ويتمعن فيما يقال ليفهم المعاني والمغازي وان لا يكون تفكيره سطحيا فيفوته الفهم.
ما احوجنا إلى أمثال شن وطبقه لنستوعب الدروس ونعي ما يجري حولنا ونقع على الحقيقة.