حديث القائد «ربّ» الأسرة والعائلة لـ«الأهل والعشيرة»
عوني الداوود
09-04-2021 01:01 AM
لا أحد أقدر على مخاطبة الأردنيين والحديث اليهم مثل جلالة الملك؛ لأنه باختصار «ملك القلوب» الاقرب الى قلوب الاردنيين والادرى بهمومهم، ولذلك فكل البيانات والتصريحات والخطابات ما كانت لتطمئن الاردنيين كما هي دائما كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني التي يسمعها الاردنيون بقلوبهم وعقولهم قبل آذانهم..كيف لا وهو رب الاسرة الهاشمية والاسرة الاردنية جمعاء، ولذلك فقد كانت كلماته حانية منتقاة تحمل كل معاني المحبة والصراحة والوضوح فكان ( حديثا ) وليس ( خطابا ) والحديث للقريب والخطاب للبعيد.. وتحدث جلالته الى الاردنيين بكلمات يعشقونها ولطالما سمعوها من جلالته كأب يتحدث الى ( اخوانه) و( أخواته )،( أبناء الاسرة الاردنية الواحدة ) و(الأهل والعشيرة ).. مؤكدا أنهم موضع الثقة المطلقة ومنبع العزيمة.
رب الاسرة الهاشمية الاردنية بدأ حديثه برسالة طمأنينة للاهل والعشيرة بأن ( الفتنة وئدت )، وأن أردننا الأبي آمن مستقر، وأن ما حدث خلال الايام القليلة الماضية هي ( فتنة ) كما وصفها جلالته بدقّة، لأن الفتنة تستهدف عادة النسيج المتماسك للاسرة او العائلة وتسعى لفت عضد الدولة، ولكن الاردن أثبت خلال هذه المحنة أنه وبفضل حنكة وحكمة جلالة الملك وبعزيمة الاردنيين وتماسكهم، وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الامنية الساهرة على أمن الوطن ( حصين ) و( منيع ) في مواجهة الفتن والتحديات.
جلالة الملك في حديثه أجاب على كل ما جال ويجول في خواطر الاردنيين لما حدث خلال الايام القليلة الماضية ووجه رسائل للداخل والخارج مؤكدا أن ( الوطن ) قد اعتاد على مواجهة التحديات، كما اعتدنا على ( الانتصار ) عليها..لكن جلالته أشار إلى أن ( للثبات على المواقف ثمنا) و(لا ثمن يحيدنا عن الطريق السوي الذي رسمه الآباء والأجداد بتضحيات جلل.. ومن يستطيع المزاودة على الهاشميين فيما قدموه ويقدمونه من أجل فلسطين والقدس ومقدساتها)، ودم الشهيد عبدالله الأول شاهد على أسوار القدس وساحات الاقصى.. ومواقف الملك عبدالله الثاني في مواجهة كل الضغوطات والتحديات لا زالت ماثلة للعيان وآخرها ( لاءات ثلاث ) وقفت بكل صلابة وشموخ في وجه اعصار ما سمي بـ( صفقة القرن ).
جلالة الملك القائد والاب وهو يتحدث الى « الاهل والعشيرة « كاشفهم وبث اليهم « آلامه» لتحديات الايام الماضية التي لم تكن «الأصعب أو الأخطر» على استقرار الوطن، لكنها كانت لجلالته « الأكثر ايلاما»، لأن أطراف «الفتنة » كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، فشكّل ما حدث لجلالته ( صدمة ) كأخ، و( ألما ) كولي أمر العائلة الهاشمية، و(غضبا) كقائد لهذا الشعب العزيز.
جلالته في حديثه يذكّر ابناء اسرته الصغيرة والكبيرة بأنه من نذره الحسين الباني طيب الله ثراه يوم ولد لخدمة الاردنيين، وان مسؤوليته الاولى هي خدمة الاردن وحماية اهله ودستوره وقوانينه، ويؤكد كقائد بأن ( لا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الاردن واستقراره ).
وفي حديث القائد الذي يصدق أهله دائما وضع جلالته النقاط على الحروف حول ما جرى من اجراءات كانت لازمة لتأدية ( الأمانة ) تجاه أمن الاردن واستقراره. وان جلالته اختار في معالجة ما حدث استلهام قوله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) و السير في اتجاهين الاول يتعلق بالامير حمزة وقد قرر جلالته التعامل في اطار الاسرة الهاشمية موكلا المسار الى «عمّه» سمو الامير الحسن بن طلال، وان الامير حمزة التزم «أمام الأسرة» بالسير على نهج الآباء والاجداد وأنه اليوم مع عائلته في قصره وبرعاية رب الاسرة وعميدها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
اما الجوانب الاخرى فهي قيد التحقيق وفقا للقانون وستكون القرارات وفقا لمقتضيات (مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي).
جلالته وهو يطوي صفحة الايام الماضية بطمأنينة يتحدث عن تحديات « اليوم « التي يواجهها الاردن وفي مقدمتها التحديات الاقتصادية التي فاقمتها جائحة كورونا ويتحدث عن «الغد» ونحن على مشارف المئوية الثانية لنكون اكثر تماسكا والتفافا حول الوطن وقائده ليبقى الاردن امنا وامانا واستقرارا.
باختصار فقد كان حديث جلالة الملك حديث الاب للاخوة والاخوات.. للاهل والعشيرة..للبيت الواحد.. للاسرة الصغيرة والكبيرة..وهي كلمات وقرت في قلوب كل الاردنيين ووصل صداها الى اصقاع العالم باسره ممن تداعوا لتلبية النداء معبرين عن مكانة هذا البلد الصغير بمساحته وعدد سكانه، الكبير جدا بقائده وشعبه واسرته المتماسكة.. حمى الله الاردن قائدا مظفرا وجيشا واجهزة امنية باسلة وشعبا أبيا شامخا.
(الدستور)