في الذاكرة والذكرى.. نتحدّث اليوم في مفاصل ثلاثة، عنوانها هذا الأردن لمن لا يعلم.. يورق ويزهر حيث موطني نورًا يشرق على هذا الاقليم. طمعوا لما وقالوا أننا "قلال" نحن الأمة ونحن الجيش، ونحن سيوف الاستقلال.
في أرض الوغى عالي الرأس شجاعًا، ترشق ذلك الباغي على كل الثرى.. مهد محمد وعيسى أبو بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، مهد يشرق.. قادة الهاشميون في مكة والمدينة. ومسرى الرسول في القدس الشريف.. الأقصى وقبة الصخرة، ومهد السيد المسيح في الناصرة والقدس.. فاهتز المدى.. فأين هو الضمير العالمي، أين هي تتحرك لإنقاذهم.. أين هي الشهامة!
تحركت الشهامة.. تحرك الضمير كله، ولكن نحن نعرف من أين تنطلق النبضات، وكيف تتحرك الإنسانية وفق معادلتيّ الفعل والبقاء، فينبض الاقليم مع هؤلاء وأفكاره مصوبة إلى أولئك المشككين.
في الأردن.. تركنا الوطن وقيادته ورئيس وزرائه وقادة جيشه وأمنه منتظرين مع الأولاد والأحفاد الذين تطوع منهم من يقدر على حمل الأحلام والرؤى والسلاح "ختيارية.. وشباب وأحفاد تحت سن الرجولة نزوحًا إلى بلد مضياف، كريمًا بقومه وكيانه وشريف بمروءته.. نعم هربنا إلى هذا الوطن.
نعود إلى المفاصل الثلاثة.. لنضع الخطوط الكبرى لمناقشتنا الطويلة. في أرض الأردن.. الأراميون والأشوريون، المؤابيين واليونان، ونتحدث بلغة أي كتاب أو سفر.. هذا تاريخينا.. وإذا كنّا نريد حقًا بناء أردن الغد يتوجب علينا ومنذ الساعة الإعداد للورشة الكبرى.
فلتصمت كل الأصوات.. ولا نريد سماع أي صوت سوى صوت قائد الوطن.. العدل والمساواة والتسامح. على الأقل في بداية رمضان.
في المفصل الأول .. الأنبياء الذين بشروا بالتوحيد في الأردن .. نوح، هود ، قوم ثمود ، قوم صالح ، لوط، مقام شعيب في السلط، النبي داوود في ذاكرة يوشع ، هارون النبي أيوب ، أهل الكهف ، الحميمة ، مهد الثورة العباسية والتي حضنت الجامعة الهاشمية هناك وأربعة خلفاء ، جبل التحكيم أبو موسى بين الإمام علي ومعاوية ، ومعركة اليرموك ومعركة فحل بين المسلمين والبزنطيين ، ومقام مؤذن الرسول الأمين (بلال بن رباح) في وادي السير ، وأضرحة الصحابة في الكرك زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ( جعفر الطيار ) وعبدالله بن رواحة في المزار ، ومعاذ بن جبل ، وشرحبيل أبو حسنة ( عامر بن أبي وقاص في وادي الأردن ، وضرار بن الأزور وأبو ذر الغفاري في مأدبا ، أما البتراء فقد احترف الأنباط الأردنيون في حفر ذاكرة المدينة الوردية في عجائب العالم أجمع عندما حفرت سواعدهم في الصخر ، وأنت يا سليل التاريخ الأردني يا عبدالله يا ابن حسين ، فشمّر عن ساعدك واحفر في الصخر لمصلحة الأردن والأردنيين، وحجر "ميشع" في ذيبان الذي كتب بخط مؤابيّ يقول : لقد طردنا العبراننين من بلادنا إلى الأبد وسنطردهم مجددًا .
وفي المفصل الثاني .. مئوية الدولة الأردنية .. مع مطلع نيسان المجد .. الربيع .. هاشميو الحسين بن علي ملك العرب " أبو الملوك " مكة والمدينة المنورة والحجاز ، ورفض سايكس بيكو ، ووعد بلفور وقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ، ورفض الحسين بن علي للاستعمار البريطاني والفرنسي ، ونفيه إلى قبرص حتى وافاه الأجل ، وأوصى أن يدفن في القدس الشريف الذي يشرف عليه شذاذ الآفاق من أوروبا وآسيا حيث تم احتقارهم في أوروبا فجاء بهم الاستعمار المتآمر إلى وطننا الحبيب . ونعود إلى الجد المؤسس عبدالله بن الحسين هذا الرجل العظيم الذي أسس عمّان عاصمة الزمان العربي مع مطلع القرن العشرين فأرسى وطنًا سلمناه لك يا سيدنا.
نختم هذا المفصل .. بقلعة "مجدو" في المثلث الفلسطيني ، ويقولون أن السيد المسيح سيعود إلى الأرض ويبشر برسالته الإنسانية العظيمة ونحن في الانتظار .
والمفصل الأخير .. الأردن يستغيث ويستنجد طالبًا إطلاق سراحه لأنه سئم البقاء منتظرًا ، طالبًا حريته، يفيق مذعورًا مما يشاهده ويطلب من سيد البلاد "سيدنا " أن يستمع لأصوات النساء والرجال والأطفال التي ترن في الآذان .. يريدون الخلاص ..
يا أبو الحسين العظيم .. استمع اليهم .