الحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله على وأد الفتنة في أرضها ومكانها، الأردن الذي تصدى وواجه تحديات أكبر من ذلك وقد خرج منها أقوى، جلالة الملك الذي نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه، وللقضية الفلسطينية ودفع ثمن هذه المواقف.
جلالة الملك قادر على احتواء هذه الازمات والتعامل معها، فهو الأب والملك والقائد، الأسرة الهاشمية اسرة واحدة لا تقبل القسمة على اثنين.
استقرار الدولة الأردنية هو استقرار العرش، وهذا ما اقسمه الشعب الأردني.
وأنا كغيري راودتني الأفكار كما راودت الكثيرين من أبناء هذا الوطن، وكان لا بدّ من التحليل والتفكير وربط الأحداث ببعضها البعض لفهم السيناريو وما يجري وما يحدث ولماذا الآن؟
أولًا : إلغاء زيارة ولي العهد الأمير حسين إلى الأقصى لإحياء ليلة الإسراء والمعراج مع المقدسيين، بسبب العراقيل التي وضعتها إسرائيل البغيضة لتحول دون إتمام هذه الزيارة.
ثانيًا : جاء الرد المزلزل والجريء بمنع نيتنياهو بعبور الأجواء الأردنية بهدف زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة.
ثالثًا: حراك ٢٤ آذار والتحشيد له عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها لم يأت بالصدفة.
رابعًا: مواقف جلالة الملك الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات، القدس ومستقبل فلسطين خط أحمر بالنسبة للأردن.
خامسًا : استعادة الغمر والباقورة.
سادسًا : الأردن البلد الوحيد المستقر الآمن ، في ظل منطقة ملتهبة وحارقة وخاصة في دول الجوار.
سابعاً: وجود إسرائيل في قلب الوطن العربي، كالأفعى التي ما فتئت تبث سمومها.
كل هذه العوامل وغيرها ، وقد يكون لدى أجهزتنا الأمنية وأصحاب القرار المزيد من المعلومات التي لا نعلمها ومن الصعب أن نعلمها.
لقد حبا الله الأردن بقيادة هاشمية حكيمة أبا عن جد، ويمتلك جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين من الكاريزما
والقوة والصلابة ما يمكّنه من مواجهة هذه التحديات. كما تميز الأردن وبشكل استثنائي -أبهر العالم- بالتفافه نحو قيادته الهاشمية كالأسرة الواحدة من شتى المنابت والأصول.
وأجهزتنا الأمنية والاستخباراتية هي واحدة من أهم وكالات الاستخبارات على مستوى الشرق الأوسط.
لقد استغل البعض الظروف والأزمات الصعبة التي يمر بها الأردن جراء أزمة كورونا وتداعياتها ، بحجة الإصلاح ، من منا لا ينادي بالإصلاح بدءًا من رأس الدولة وانتهاءً بالمواطن العادي؟
لا نريد إصلاحًا بخلق فوضى لها بداية وليست لها نهاية.
الهاشميون الذين حملوا على أكتافهم نعش الحسين الباني ، وضربوا أروع الأمثلة في إخلاصهم لملك القلوب، حيث سميت جنازته " بجنازة العصر ".
هذا الوطن الذي بني بجهود وسواعد أردنية وبعرق الآباء والأجداد، كلنا فداء للوطن، كلنا انتماءً لترابه، العرش الهاشمي والوحدة الوطنية هما خط أحمر لا يقبلان القسمة.
شكرًا لجلالة الملك وللعائلة الهاشمية التي علمتنا حب الوطن والاخلاص لترابه وللإنتماء الى العروبة وفلسطين .
دمت يا وطني حرًّا أبيًّا.
رجال عاهدوا الله وعاهدوك على أن يكونوا لك سياجًا منيعًا، ودرعًا حصينًا وضمادًا لجروحك.
وستعلو يا وطني.. إلى سماوات المجد ستعلو ..