هل تذكرون (أسفاط) الشكولاتة المزينة بلوحات عالمية لنساء غير قانتات؟ اسفاط بلا شكولاتة تقريباً إلا من بضع حبات مزينة وموزعة بشكل متناسق في الداخل. هذا السفط يكون في العادة من أكبر المعمرين في الحارة، ويدخل بيوتاتها جميعاً، بتآمر من الجميع.. جميع عائلات الحارة.
دعد، مثلاً، تشتريه من الدكنجي عودة الله وتلفه بورق الزينة وترسله إلى أختها فضية كـ (واجب) بعد نجاح سمية بنت فضية في التوجيهي، فضية تخبئ السفط وتتربص حتى ينجو « ابو إسماعيل « من عملية إزالة البروستاتا فتتلقفه أم إسماعيل وعينها على جارتها ندى التي سكنت البيت الجديد.
أما ندى فتهديه إلى دعد (ما غيرها) بمناسبة عقد قران ابنها على بنت أبو ماجد الوسطى. دعد التي يكتظ بيتها بالهدايا، وبعد انتهاء ميمعة العرس ترسل سفط الشكولاتة مع أطقم كاسات العصير وغيرها إلى التاجر عودة الله الذي يشتريها بنصف السعر، ويعيد عرضها على رفوف دكانته الخشبية.
وهكذا تبتدئ دورة حياة جديدة لباكيت الشكولاتة العملاق، فتشتريه ناجية وتهديه إلى بيت ابو صالح، ويعود بعد المرور بمعظم بيوت الحارة إلى التاجر عودة الله مرة أخرى ويظل السفط يتناسخ حتى يعثر عليه أحد الأولاد مخبأ تحت المنخل الجديد في قاع (النملية)، فيفتحه. وعادة – لا بل غالباً – ما يجده منخوراً بالدود. وعادة – لا بل غالباً – لا يبالي الولد بالدود فـ (يدرم) السفط مع أخوته.
(الدستور)