الكذب ملح الرجال وعيب على من صدق

هكذا يقولون في تعبير مجازي نادر يبث عبر السنة بعض المتحدثين تندرا واستخفافا وغيظا من سموم الكذب والافتراء في محاولة للتنديد بهذه الصفة المستفحلة في المجتمع.

ولا شك أن الكذب صفة ذميمة ممجوجه يكرهها الكاذب نفسه والمكذوب عليه وهي تمثل نوعا من الاحتيال والتزوير واخفاء الحقيقة والمناورة بعكسها خوفا من موقف او عقاب او ملامة او هروبا من تحمل المسؤولية او الظهور بمظهر الوفي المخلص وعدم التقصير او نفاقا لمسؤول او قريب أو صاحب جاه او فهلوة لإظهار بطولة وقوة موقف وثبات او لإظهار براعة وتزيين واقع سيء او هروبا من المحاسبة والمصارحه.

وقد يكون الكذب على المستوى الفردي او الجماعي باتفاق مسبق و قد يكون على مستوى المسؤولين والاعلاميين لتضليل الرأي العام وتجنيبهم معرفة الحقيقة وكشف الواقع

وتأليب الرأي العام على اتخاذ موقف يتفق مع توجهات الكاذب واغراضه وتلويث سمعة المكذوب عليه وتحميله اوزارا واثما وبغضا..
ويعتقد الكاذب انه صاحب حيلة وفطنة وانه ناجح في تمرير خطته ومآربه وقد ينجح في ذلك لبعض الوقت على بعض الناس ولكنه لن ينجح طول الوقت على كل الناس وستنكشف سريرته عاجلا او آجلا وسيعرف على حقيقته ولن تمر مخططاته بسلام.

الكاذب يعرف انه يكذب ويراوغ ويقنع من أمامه بأقواله وقصصه وسفاهته وهو يدري او لا يدري انه مكشوف ومعروف على رؤوس الاشهاد وان لم يصارحه المستمع ولذا تجده يتمادى ويتطاول في البنيان ويضع راسه في الرمال معتقدا ان أحدا لم يره ولم يشاهده وان النجاة مصيره.

وقيل قديما اذا كان الكذب ينجي فالصدق انجى وأصلح.

كفانا الله وإياكم شرور الكذب واصحابه.