قال تعالى (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما..)، وقال سبحانه وتعالى أيضاً (واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري..)، هذا قول الحق جل وعلا في القرآن الكريم الذي أنزله على نبينا العربي الهاشمي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بعد قول الله عز وجل قول أو حديث أو تأويل.
غمامة ربيع غطت علينا قبل يومين جعلتنا نراقب المشهد بلهفة وحرقة على الوطن وقيادته، ليكون كلام وتوجيه مليكنا الهاشمي هو الفيصل (سيحل أمر الخلاف مع الأمير حمزة داخل العائلة الهاشمية)، وهذا ما عهدناه بالهاشميين على مدى التاريخ، كيف لا والنبي عليه الصلاة والسلام قال لكفار قريش (إذهبوا فأنتم الطلقاء)، واليوم وبعد 15 قرناً يؤكد جلالة الملك على سمو أخلاق الهاشميين جيلاً بعد جيل.
الأحداث التي مر بها الأردن على مدار اليومين السابقين كانت استثنائية وغير عادية، وشكلت محطة مهمة في مسيرة الوطن وشكلت نقطة تحول كبيرة في كيفية قراءة الأحداث وتحليل الأمور بشكل مختلف، فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها خلاف بين أعضاء العائلة المالكة ويظهر للعلن، ولولا أن بعض أصحاب الأجندات والمؤامرات والفتن دخلوا على الخط لمضت الأمور بطريقة أكثر سلاسه!!!.
الصدمة الكبرى كانت للجميع بأن اسم سمو الأمير حمزة كان قلب الحدث، ومع ذلك أنا أعتبر هذا فيه من الخير للأردن وقيادته ما فيه، كيف لا وقد كشف لنا بعض الوجوه التي كانت تختبء وراء سراب الغش والخداع والمواقف الخبيثة، فهم مع الوطن والقيادة بما يخدم مصالحهم، وهم ضد الوطن والقيادة عندما تقترب النار منهم، فلا هم صانوا الأمانة ولا حافظوا على المصداقية ولا احترموا أنفسهم، فأصبحوا ينهشون بالوطن وبأسيادهم من هنا وهناك!!!.
الحمد لله أن أكرمنا بالأمن والأمان في بلد نعيش فيه في بلد يقوده الهاشميون بحق الله وبمخافته، والحمد لله أن مليكنا عبدالله يحمل صفات جده النبي العربي الهاشمي محمد عليه الصلاة والسلام، ليقطع دابر بعض الساسة الفاسدين الذين يحيكون المؤامرات والفتن بينه وبين إخوته وبينه وبين شعبه، فلم يشهد تاريخ الأردن أن سالت قطرة دم واحدة على أرض الأردن لمعارض أو لغيره، فكيف إذا كان الأمر والخلاف بين بين أبناء الحسين طيب الله ثراه.
أما من يسمون أنفسهم بالمعارضة الخارجية، وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ويجلسون خلف شاشات الهواتف من خلال بث مسموم وممول من حسابات الظالمين والحاقدين والطامحين والساقطين وغيرهم من دعاة الفتنة، فقضيتهم محسومة لأننا نعرف قيمتهم وبخسهم وستكسر أنوفهم قريباً.
الأردن سيبقى بخير وأمن وأمان وسلام ما دام الهاشميون يحملون الراية بالحق وبقوة، تؤيدهم إرادة الله عز وجل وكلماته (رب اجعل هذا بلداً آمنا وارزق أهله من الثمرات)، ويؤديهم شعب وفي صادق لم ولن يقبل بغيرهم قادةً ورسل سلام... حفظ الله الأردن.