لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها أيادٍ مختلفة.. هذا الوطن الغالي..لتعبث في وحدته وعنفوانه.. وتثأر من مواقف قيادته الصلبة الشجاعة.. الجسورة..ولعلنا نعلم جيداً بأن المائة عام التي مضت من عمر دولتنا الأردنية الهاشمية العربية الرائدة..لم تكن أبداً ربيعاً اخضراً..وان هذه المملكة ومنذ نشأتها.. لطالما عانت من ظلم القريب..وجفوة الصديق.. ونكران الجميل..لكنها انطلقت بحول الله.. وحُفِظت بحفظه ورعايته ..ولم تنل من عودها الغض الرياح العاتيات.. فقامت هذه الدولة.. في ظروف دقيقة حرجة...ووسط إقليم ملتهب..تقاذفته.. رياح القومية المتمردة..ولبدت سماءه روح المؤامرات النتنة الخبيثة .. وبالرغم من كل ذلك.. فقد أسس الهاشميون هذه البلاد على قيم التسامح والعدل والمساواة وحقوق الإنسان..ولم يُعمد الهاشميون حكمهم بالدم.. وحين احتكم غيرهم إلى جنازير دباباتهم.. ليطووا فيها أعناق شعوبهم.. احتكم الهاشميون إلى الدستور..واسسوا لدولة المؤسسات والقانون.
ومن المهم هنا الإشارة إلى أن الفساد والمحسوبية والشلليلة.. قد كان لها فعلتها فيما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد..وان علينا كأردنيين. اليوم ونحن على مشارف المئوية الثانية من عمر الدولة ان نقف رؤساء ومرؤوسين وقفة تدبر ومراجعة وامعان..فنحزم أمرنا.. ونعقد عزمنا..بأن نطرق أبواب المئوية الثانية بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين..فنخلق نهضةً.. تليق بنا .. وترتقي إلى مستوى وعي شعبنا ورقيه وثقافته..ونؤسس لعهدٍ اردنيٍ جديد.. ليس فيه مكان لفاسدٍ.. أو متسلقٍ.. أو متخاذل.ولايخفى على أياً كان بأن وطننا الأردن.. يرزح تحت ظروفٍ اقتصاديةٍ صعبةٍ..خلقتها تداعيات سياسية إقليمية ودولية.. لم يكن أولها الأزمة السورية..التي ألقت بثقلها على أرضه..وشعبه وارهقت بناه التحتية..وليس آخرها مواقف الأردن الصلبة تجاه السياسة إلاسرائيلية الصهيونية اليمينية.. المتطرفة التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف إضافة إلى تداعيات مايجري على الساحة العراقية وانعكاسات مايجري في الإقليم والمنطقة ككل على واقعه الاقتصادي وفوق ذلك كله ما تركته جائحة كورونا من تداعيات أرهقت البلاد وضيقت على الأردنيين سبل عيشهم وحياتهم.
إن الفقر والبطالة وانسداد فرص العمل واستشراء الفساد وتراجع مستوى الاداء الحكومي والتشظي الذي أصاب مفاصل الإدارة العامة في الدولة ليس مبرراً أبداً لأن نرفع أصواتنا على الوطن كما أن الإحباط واليأس يجب أن لايدفعنا لأن نلتقي مع ما أراده الخونة والعملاء وعبدة الدولار لهذا الوطن وأهله ان الوقت لايحتمل التسويف والمماطلة وان ماطرحه جلالة الملك على شعبه من اوراقٍ نقاشيةٍ تفسر رؤى جلالته لما يريده من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وان على الحكومات.
ان تتحرك ودون إبطاء وان تلتقط رسائل جلالته وتترجم هذه الرؤى ترجمةً حقيقيةً تليق بصبرنا كأردنيين وترتقي إلى ماتريده قيادتنا الهاشمية المظفرة.