بعد ان اصبح " المخبوء - المعلوم " علنيًا !
بسام حدادين
05-04-2021 02:50 AM
اتصل بي صديق، يدعوني لتناول طعام الغداء بمعية سمو الامير حمزة في بيته، قبل نحو شهر، فسألته، ما سر هذه الدعوة ، والامير كان في ضيافتك قبل عام ونيف، فرد محرجاً : هو من طلب الدعوة، واعتذرت عن تلبية الدعوة، لأني "بقرأ وبكتب ".
تذكرت هذه الواقعة وانا اتابع سيل الاخبار المتعلقة "بحراك" الأمير حمزة.
لا يخفى على اي اردني، ان الأمير حمزة، تصرف بردة فعل وسلبية مع قرار الملك تنحيته عن ولاية العهد، وتدرجت سلبيته، من مقاطعة نشاطات الدولة، الى البحث وطلب الدعوات في اوساط العشائر الاردنية، الذين كانوا يستقبلونه بتقدير واحترام، لانه ابن الراحل العظيم الحسين، وليس بإعتباره " نداً " ومعارضاً للملك عبدالله.
كنت كما بقية الاردنيين نسأل، مالذي يريده الامير من هذه الجولات والدعوات في ظل مقاطعته لاركان الدولة من رأسها الى ساسها ؛ وكنت دائماً اتذكر سلوك الامير الشهم العالم الزهيد سمو الامير حسن بعد تغيير ولايته للعهد.
اتفهم الشعور الانساني الذي رافق الامير حمزة، بعد تغيير ولايته للعهد، لكن ردات فعله كانت خارج المألوف وفيها تغليب طموحاته الخاصة، على مصلحة الدولة والحكم.
الملك عبد الله التزم بتوصية والده الحسين، وسمى الامير حمزة ولياً للعهد لاكثر من ٤ سنوات، ثم مارس صلاحياته بتغيير ولاية العهد وفق رؤيته ونظرته المستقبلية، وليس في الأمر ما يدعو الى التمرد عليها والاندفاع والسعي ليكون رأس حربة لمعارضة الدولة من ساسها الى رأسها.
يقول الامير ان تواصله مع الناس للتعرف على همومهم ومشكلاتهم، حسناً وماذا بعد التعرف على الهموم والمشاكل، مادامت علاقات سموه مقطوعة مع الدولة من ساسها الى راسها، وكيف يستقيم الامر مع تغريدات وخطاب، قاس بإتهاماته لا يختلف عن خطاب اكثر المعارضين تطرفًا. الطريف انه يهاجم الخصخصة التي بدأها المرحوم والده.
يبدولي ان سمو الامير بخبرته السياسية المتواضعة، ظن انه بهذا الدور وبوهم دعم الخارج غير راض عن صلابة موقف الملك من القدس والمقدسات، سيحقق حلمه الذي تبدد بعد استبعاده من ولاية العهد.
اخيراً، هذه الزوبعة، اكدت بما لا يدعو للشك ان لدينا دولة قوية يصعب اختراقها، وان الاردنيين واثقون بدولتهم ومليكهم، ولن يسامحوا من يخادعهم.