كأني اغرّد خارج السرب عندما أكتب عن السعادة وأين؟ في العالم العربي.. فهل يعرف هذا العالم العربي ما هية السعادة؟
ومناسبة هذا الحديث هو الاطلاع على تقرير منظمة الأمم المتحدة حول السعادة وأين بلدانها؟ وأفضل عشر دُول في العالم على سلّم السعادة.
يشير مفهوم السعادة إلى مشاعر الأنسان: رضا وراحة بال، فهي أحساس لا يُرى ولا يُلمس، بل يظهرهُ السلوك الاجتماعي / الأنساني.
وقد عرّف معظم الفلاسفة، سقراط وافلاطون وأرسطو والفارابي والغزالي عرّفوا السعادة بأنها تمثل مجمل فضائل الأخلاق والنفس والحكمة وممارسة الفكر التأملي والقدرة على التمتّع بالحياة.
أما علم النفس فيعتبر السعادة حالة الشعور بالرضا العام عن الحياة أو القدرة على تحقيق الأهداف والطموحات، الذاتية والعامة.
اعتماداً على نهج مؤسسة (غالوب)، والتي أسسها جورج غالوب (1901-1984) وتعنى بالتحليلات والاستشارات والاستطلاعات/ الرأي ومواقف الجمهود بقضايا عامة، سياسية واجتماعية واقتصادية وقضايا للجدل بكامل الاستقلالية، فقد نشرت الأمم المتحدة تقريراً حول: بلدان السعادة، قامت تلك المؤسسة بجمع البيانات من عيّنة من (149) دولة واعتماداً على معايير:
-الدعم الاجتماعي-الحرية الشخصية-الناتج المحلي الاجمالي-مستويات الفساد.
فقد جاءت المجموعة الأولى في السعادة الدول الخمس:
1-فلندا 2- دنمارك 3-سويسرا 4-آيسلندا 5- هولندا
*ومما يلفت النظر.. المعيار الأخير: مستويات الفساد: فقد أصبح الفساد داء أو (وباء) دولياً، وله مستويات، ودرجات.
واذا ما كانت المعايير الأخرى من المزايا أو المناقب الحسنة للمجتمعات، فالمعيار الأخير.. الفساد ومستوياته يدّمر أو يفسد تلك المزايا.
وتعتبر تلك المزايا اساسية للحياة، الفردية والاجتماعية. فالدعم الاجتماعي الذي يعرف بالضمان الاجتماعي أصبح حقا من حقوق الانسان على مجتمعه الذي يساهم في نمائه وتقدمه ونشاطه الاقتصادي للارتقاء بالناتج المحلي الاجمالي.
أما الحرية الشخصية فهي التعبير عن منظومة حقوق الانسان الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والتي أصبحت عنوان أو سِمة القرن الحادي والعشرين.
وقبل الاشارة إلى المجموعة الثانية، من بلدان السعادة ، فأن المجتمعات الأنسانية، غنية أو فقيرة، تملك أو لا تملك، بحاجة قصوى لاستئصال الفساد بجميع أشكاله ومستوياته وأنواعه وألوانه.. فهو من صنع الأنسان وهو-أي الأنسان-القادر على محوهِ من مجتمعات.
*ولعل القارىء بانتظار معرفة المجموعة الثانية من بلدان السعادة.. فقد جاءت:
6-النرويح 7-السويد 8-لوكسمبورغ 9-نيوزيلندا 10- النمسا
ولا أرى ضرورة للتعرّض للدول الأكثر تعاسعة والتي وردتْ في التقرير.. وقد يكفينا أن نعيد التساؤل: هل السعادة ستظل مفقودة أو هامشية أو نسياً منسياً في عالمنا العربي، الذي يستحق السعادة.. ولو بعد أجيال.