نعلم جيدا أننا بلد يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة قبل قدوم جائحة كورونا وتعقيداتها الصحية والاقتصادية, بلدنا منذ عقود وهو يسعى بكل أمكانياته ان يخرج من الملفات المعقدة التي يمر بها هذا الإقليم, حروب أعادت هذه الأمة لعقود ونزاعات بين ابناء هذه الأمة ساهمت في زيادة العودة السريعة للوراء وضياع مقدراتها رغم امتلاكها لموارد طبيعية جعلتنا في مقدمة الدول الثرية والغنية ولكن من يدير المنطقة من الخارج استطاع ان يفعل بنا أفعاله, لنقرّ أننا تأثرنا بما يحيط بنا من أزمات، وإن كنا نبذل كل طاقاتنا لجعل هذه الأزمات أخف على استقرانا السياسي والاقتصادي.
حقيقة يدركها الجميع وان كنا نتمنى في كل عام ان يكون العام القادم هو المتنفس لنا والذي سيخرجنا مما نحن به، لكن لا تستطيع ان ترسم خريطة واضحة المعالم دون التأثر بالعوامل الخارجية لهذا كنا دائما نعاني من أزمات تؤثر على معيشة المواطن الأردني، الفقر واضح وفي ازدياد البطالة ترتفع نسبها بشكل ملفت، جلالة الملك في كل لقاء يتناول هذه الملفات ويأمر الحكومات ان يكون معيشة المواطن الأردني هو المعيار الرئيسي في حسَن الأدارة والرضى العام للعمل الحكومي.
الخطوات الحكومية الأخيرة لابد ان نقر بانها تدخل في عمق الحاجة للمواطن الأردني, خطوات نتأمل من خلفها ان يستطيع المواطن التعايش مع الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، هذه الحزم التخفيفية عن المواطن الأردني في ظل موازنة وضعها بالغ الصعوبة لابد ان يكون لها ثناء وتقدير وتشجيع ليكون دور الحكومة علاجي وليـس كما كان في السابق تنظير ورسم خطط واستراتيجيات عندما يسمع بها المواطن العادي يدخل في أجواء محبطة، ما قامت به الحكومة للتعامل مع تبعات هذه الجائحة يسهم في أن تكون معيشة المواطن هي أساس القرار الرسمي هذه الفترة.
أن تقوم الحكومة بتوفير ما يقارب خمسة عشر ألف فرصة عمل في قطاعات رسمية يعني ذلك أن هذه الأسـر سيتوفر لديها دخل مادي يساندها، المحافظة على مئة ألف وظيفة لرفع المعنويات الشعبية, قسائم غذائية لما يقارب ثلاثمئة ألف أسرة، تأمين متطلباتها الغذائية يخفف عن رب الأسرة البسيط, أن يتم رفع عدد الأسر المستفيدة من برنامج الدعم المؤقـت ليصبح مئة وستون ألف أسرة والذي ينفذه صندوق المعونة الوطـنية، بالإضافة إلى تحويل دعم نقدي قبل أيام لنحو ثلاثمئة ألف أسرة من خلال المعونة الوطنية بمبلغ قارب على خمسة وخمسين مليون دينار خلال يوم واحد، تسهـيلات للإقراض الزراعي بمبلغ ثلاثين مليون خطوة تحمد وفي الاتجاه الصحيح، وإن كان الرجاء أن يكون وقف الأقساط للأقراض الزراعي لنهاية العام، تمديد برنامج استدامة سبعة شهور, والأهم خصم خمسين بالمئة من الغرامات ودعم القطاعات التصديرية وقطاع الشباب والتمريض.
نعيش في أجواء محبطة، ونجد اليأس على وجوه الناس, الكل يطالب أن يعود الوضع كما كان قبل قدوم الوباء، يكون ذلك بسرعة تنفيذ أجراءات السلامة العامة، وطرد الفيروس اللعين من أجواء هذا الوطن الكبير بناسه وقيادته.
الرأي