في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي تنبأ الفيلسوف البريطاني أرنولد توينبي بقيادة الأفارقة للعالم بسبب اضمحلال ومن ثم سقوط الحضارة الأوروبية.
بأ وروبا المتشائمون اعتبروا تنبؤات توينبي هذه بمثابة نكتة أضحكت الكثيرين في هذا العالم ومنهم فئات ليست قليلة في وطننا العربي، فقد كان أصحاب البشرة البيضاء يسيطرون على الشرق وعلى الغرب والشمال والجنوب، سواء كانوا من البريطانيين أو الفرنسيين أو الأميركان وكذلك السوفيات أيضاً.
أما المتفائلون بتحقيق وحدوث تنبؤات توينبي هذه فقد كانوا يرون بروز شخصيات إفريقية عالمية في الخمسينيات والستينيات كجمال عبدالناصر وأحمد بن بلا، وباتريس لوممبا وكواي نكروما وآخرين مقدمة لهذا التغيير العالمي المقبل.
بعد عدة أعوام، نهضت شخصيتان من أصل إفريقي وهذه المرة في الولايات المتحدة نفسها، وهما: مارتن لوثر كنج، ومالكوم إكس، طالبتا بحصول السود الأميركيين على حقوقهم المدنية، كنج اتخذ النهج السلمي.
والثاني كان مالكوم إكس اتخذ طريق الكفاح المسلح لتحقيق أهدافهما وقد دفعا حياتهما ثمناً لتحقيق هدفهما السامي النبيل وقد تحقق فعلاً فيما بعد وفوق ذلك اعتبر يوم ميلاد مارتن لوثر كنج عيداً وطنياً لأميركا.
في جنوب إفريقيا، وفي نهاية القرن الماضي انتصر الزعيم الإفريقي نلسون مانديلا على نظام الفصل العنصري، وقد أصبح أول رئيس إفريقي لجمهورية جنوب إفريقيا والتي طالما اعتبرت نفسها في عداد الدول الأوروبية على الرغم انها تبعد عن أوروبا عشرات الآلاف من الأميال وسكانها من البيض جاؤوها قبل عشرات السنين ليس غير.
ثم قفز أفارقة آخرون إلى مناصب كبيرة في العالم، فقد أصبح السيد كوفي عنان، الأمين العام لهذه المؤسسة الدولية الهامة، وكذلك تولى الجنرال كولن باول، وزير الخارجية الأميركي السابق، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة والمسؤول الأول عن الجنرال شوارسكوف أثناء حرب الخليج الأولى، إضافة الى الدكتورة رايس، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة.
Odehodeh1967@gmail.com