الدحلان .. فبأي ألاء ربكما تكذبان
عدنان الروسان
08-01-2007 02:00 AM
رأينا محمد دحلان على طول الفضائيات وعرضها يهدد ويتوعد ، ويقول إذا استهدف فتحاوي واحد فإننا سنرد الصاع صاعين ، والحقيقة أن الرجل كبر في عيني وشعرت بالدماء تغلي في عروقي من هذا النشمي العربي المناضل الذي لم أكن أظن أن بين الفلسطينيين مثله ، هكذا تكون الرجال وإلا فلا ، هذا هو الأسد الهزبر الذي يوقف الإسرائيليين عند حدودهم ويعيد للشعب الفلسطيني كرامتهم ويشعر العرب من المحيط إلى الخليج أن من بين أبنائهم فرسان مثل محمد الدحلان لا فض فوه .
وزجرت زوجتي وأبنائي لكي أشعر بكل لحظة وكل حرف يتلفظ به الدحلان ، وإذا بي اكتشف ويا لخيبتي وجهلي بأن الدحلان يهدد الفلسطينيين أبناء جلدته وأهله ، وإذا به يستأسد عليهم في غزة وكأنه لا يكفيهم ما بهم ، وإذا به يعلن حلفا فتحاويا بقيادة عباس وأركان حربه مثل الدحلان وغير الدحلان ، المنتمون والقابضون على أموال الشعب الفلسطيني بيد من حديد ، والمصطفون لوقف رواتب أبنائه ، وتعطيش أطفاله ونسائه وإغلاق مدنه وقراه ، وإذلال رئيس وزراء منتخب انتخابا شرعيا ديمقراطيا على سنة أمريكا ، فماذا يفعلون بعدئذ وقد نجح في الامتحان الأمريكي الذي تقدم له الشعب الفلسطيني بكامله فأخذ علامة كاملة بامتياز وحسب المقاييس .
محمد دحلان يتوعد صباح مساء الشعب الفلسطيني ويعاقبه لأنه إختار حماس ثم يرفض كل واسطة ،، إنه ينفذ ما يريده الأمريكيون بالحرف الواحد ، وكل ذلك من أجل رضا السيد بوش الذي لم يعد له قيمة في أمريكا نفسها ولا في أي مكان أخر في العالم ، ومع هذا فما زال البعض في فلسطين يظنون أن ابتسامة بوش الصفراوية ترجع أوطانا أو تحمي شعوبا.
ما يحمي الشعوب إيمانها وسلاحها وصمودها وتضحية أبنائها ، والمراجل ليس على الأهل والعشيرة المراجل على اليهود إن كان هناك من يستطيع أن يتمرجل ، وهز الأيدي والتلويح بالقبضات يكون في وجه قطعان المستوطنين الذين يسرقون المسجد الأقصى ويحتلون القدس وحيفا ويافا ، والتنافخ يكون في التفاني في الذود عن شرف الأمة وعن معاني عزتها ورفعتها .
أما أصحاب الملايين الذين سرقوا رغيف الخبز من أفواه أبناء فلسطين ونحن نعرف الكثيرين منهم بل ونعرف سرقاتهم ومن أين اكتسبوا مالهم الحرام فليغلقوا على أنفسهم أبواب الخزي وأبواب العار وليتلفعوا بالصمت ولا يقفوا أمام الفضائيات ، لأنهم أقل من أن يكونوا في مثل هكذا موقف .
فلسطين كالعراق وفلسطين كأفغانستان وفلسطين كأي بقعة طاهرة شريفة من بقاع الوطن الإسلامي العظيم الذي امتد من الماء إلى الماء والذي له رجاله الذين يعرفونه ويعرفهم ويدافعون عنه في الخنادق لا في الفنادق ، ويقفون على ثغوره في كل بقعة يخشى عليها من عدو وينتظرون ساعة النصر، ساعة النصر العظيم على الأمريكيين والإسرائيليين وعندئذ لن يكون للملوحين بقبضاتهم في وجه الشعب الفلسطيني العظيم سوى مكان واحد يذهبون إليه وهو حمالة التاريخ حيث يقبع الكثير ممن كانوا يظنون أنفسهم مهمين وكانوا ملييء سمع الدنيا وبصرها .
إنهم ينفذون إثارة الفتنة والحرب الأهلية بين الفلسطينيين ، لم يجد اليهود والأمريكيون شيعة وسنة فوجدوا فتح وحماس ، ولو لم يكن هناك فتح وحماس لوجدوا أنصار المسخن وأنصار الملوخية وافتعلوا بينهم حربا ، هذه هي المدرسة الأمريكية .
ليتنا ما رأيناك تفعل ما فعلت فقد تفوقت على نفسك في التسابق ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك