في حياة المجتمعات لكل ظرف وزمان ثقافته التي يكتسبها المجتمع وتتسيد على سلوكه . ثقافات مختلفه باختلاف الظرف المعاش تظهر وتسود ثم تتغير ليسود غيرها ، وهكذا حيث التغير هو ثابت الحياه الدائم والوحيد .
مثل باقي الاحوال فإن لحال الصحة المجتمعيه ثقافتها ولحال المرض المجتمعي ثقافته . في الوباء تتوقف ثقافة الانشغال عن المرض لجهة الانشغال فيه . ويستنفر الجهاز المناعي للمجتمع لمواجهة الحال المستجد في مواجهة هي الاصعب لانها تنشد تغيير سلوك المجتمع إلى سلوك مختلف من أجل مكافحة الوباء .
ابرز الاهداف المنشوده في مواجهة الوباء هي تلك المتعلقه بالتخلص من مسلكيات غير صحية إلى اخرى صحيه تركز على اجراءات الوقايه مثل الاهتمام بالنظافه وتجنب الاختلاط ، والتخلي عن العادات والمسلكيات غير العمليه المستنزفه للوقت والجهد والمال والتي غالباً ما تكون مصحوبه بحضور بشري كثيف .
محلياً ينبغي أن نكون قد تعلمنا دروساً هامة من وباء كورونا ، ما يجعل السؤال مشروعاً عن مدى إتعاظنا من هذه الدروس وما تركته من اثار صحية واقتصادية واجتماعية بالغه ، وعن ما سوف نحمله معنا من سلوكيات ايجابية واجبة الاتباع في المستقبل بعد انتهاء الوباء سواء في حال الصحة أو في حال المرض ، وما سوف نتخلص منه من عادات اجتماعية لا طائل منها .
فهل سنودع عادة التقبيل الفائض عن الحاجه بعد ان نودع الجائحه ؟ وهل سنودع مراسم الدفن والعزاء التي اعتدنا عليها قبل الوباء ؟ هل سنتخلى عن انماط الاحتفال بالافراح المكلفه والمرهقه ؟ وهل نتوقف عن جاهات طلب النسب والمبالغه في اعدادها ؟ وهل سنلجأ إلى وضع الكمامه عندما نتعرض للانفلونزا الموسميه حماية لمن نخالطهم في اي مكان او مناسبه .
الشعوب الحيه تحول التحديات إلى فرص بالاستفاده والاتعاظ من دروس التحديات . فلعل دروس كورونا تكون مدعاة لنا للاستفاده والاتعاظ ، وعسى أن يكون في ضررها حاضراً منفعة في المستقبل.