يجمع المراقبون والمحللون السياسيون العسكريون الاقليميون والدوليون على ان اية مفاوضات فلسطينية مع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة باشراف امريكي لن تفضي الى نتائج مشجعة تخدم عملية السلام ..بل انها ستنتهي الى الفشل الذي قد يسبب فوضى امنية في الضفة الغربية وفوضى او حتى صراع فلسطيني – فلسطيني على الصعيد السياسي..
اما الضمانات التي يقال ان ادارة اوباما قد قدمتها الى السلطة الفلسطينية والتي يقال انها تمنع قيام اي طرف باجراءات حساسة ضد الاخر ، اي تمنع قيام اسرائيل باجراءات تستفز الجانب الفلسطيني ، فانها طعم وهمي للايحاء بانه يغري السلطة الفلسطينية ويطمئنها للانخراط في المفاوضات غير المباشرة مع حكومة نتنياهو..وهنا ينبغي التذكير بان الادارات الامريكية المتعاقبة منذ الرئيس نيكسون قد قدمت ضمانات للجانب الفلسطيني ولكنها لم تلتزم بأي منها ..
والتزمت فقط بما قدمته من ضمانات للجانب الاسرائيلي ..ونتساءل : اذا كانت حكومة نتنياهو ما انفكت تؤكد بصورة يومية وعلى لسان رئيسها المتطرف نتنياهو ووزير خارجيتها العنصري المأفون ليبرمان بان القدس الشرقية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين خطان احمران لا يمكن الاقتراب منهما في اي مفاوضات وان الاستيطان لن يتوقف ولن يجمد ، فأية مواضيع اخرى يحرص الجانب الفلسطيني على التفاوض حولها يا ترى ؟!!
الجانب الفلسطيني فقط يشير بتردد وخجل الى ان المفاوضات ستشمل قضايا المرحلة النهائية وبدون تسميتها ، فهل الجانب الفلسطيني يستطيع فرض هكذا توجه على المفاوض الاسرائيلي ؟!!
أوساط سياسية واعلامية فلسطينية وعربية تقول ان السقف الزمني لهذه المفاوضات هو أربعة أشهر ، فليجرب الجانب الفلسطيني نوايا حكومة نتنياهو ، وليكتشف حقيقة موقف ادارة الرئيس باراك اوباما خلال هذه المدة ..وذلك لان الجانب الفلسطيني الذي هدر عقودا من عمر قضيته في مفاوضات عبثية وعديمة الجدوى مع اسرائيل لن يضيره هدر أربعة أشهر أخرى!!
ونتساءل مرة أخرى : اذا ما فشلت هذه المفاوضات ايضا ، فهل سيكف الجانب الفلسطيني عن الرهان على الادارة الامريكية وعلى دورها الذي ينعت زورا وبهتانا بالحيادية ؟!!
وهنا نقول بكل صراحة ووضوح : انه ليس لدى الجانب الفلسطيني في المفاوضات المزمع عقدها بعد ايام اي اوراق قوية او رابحة .. وانه الحلقة الاضعف او الجانب الاضعف في هذه المفاوضات .. فالانقسام الفلسطيني سياسيا وجغرافيا وديموغرافيا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها ، ووهن الوضع العربي الرسمي وتواطؤ الغرب، ولا أبالية العالم الاسلامي كلها تجعل المفاوض الفلسطيني محروما من اوراق قوية يطرحها على مائدة المفاوضات ..
الراي