قصة حب؟! ماذا يمكن أن يتبادر إلى ذهن القارئ عندما يقرأ هذا العنوان؟! ربما يقول إنها قصة حب بين شاب وفتاة، ويتساءل: من هما يا ترى؟ هل هما في زماننا أم في زمن العشق الطاهر أو ما يسمى بالحب العذري؟ ثم يتساءل مرة أخرى هل كانت نهاية حبهما مأساوية أم كانت نهاية سعيدة؟ هذه المرة خسر القارئ الجولة!! رهانه ليس في محله! سنحسم الأمر ونقول نعم هناك قصة حب، قصة حب يعيشها كل واحد منا كل تفاصيلها وأحداثها، لا ينضب قلب المحب الذي نقصده في مقالنا هذا… أظن أنكم قد تعبتم وربما ساوركم الشك عن أي قصة حب نقصد!
إنها الأم صاحبة القلب الكبير ونبع الحنان الذي لا ينضب، لا يعرف أحد قيمة كلمة «أمي» إلا من حرم منها، ولا يحترق قلب قدر احتراق قلب طفل فقد أمه ولم يشتم رائحة حضنها، ولا ينزف قلب مثل قلب إنسان كبر وأصبح في عداد الرجال وصار أبا وما تزال أمه تسأل عنه إن غاب وتحمل الهم إن أصابه مرض، تمر الأيام ويألف وجودها وتقبيل يديها وكسب رضاها كل صباح، ويضع رأسه على وسادته وهو موقن بوجود أحن إنسان عليه في الدنيا، ثم يأتي ذلك اليوم فيصدم برحيلها بلا وداع أو عناق أو حتى شطر كلمة!! يا ويل قلبه كيف له أن ينساها. لا يستطيع أي إنسان أن يصف الأم مهما تحدث عنها، في حضورها يرفرف القلب وكأنه قلب عصفور صغير في عشه ينتظر قدوم أمه كي تطعمه وترعاه وتضمه بجناحيها فتغمره بالدفء والعطف.
حب الأم لأبنائها لا يدانيه حب، مهما تصور الأبناء أن بمقدورهم أن يسددوا ولو جزءا بسيطا من فضلها عليهم، لن يستطيعوا مهما قدموا، فما بالنا بأولئك الذين لا يسألون عن أمهاتهم ويتركونهن نهشا للوحدة والألم، إنهم بحق قساة القلوب. ونحن في مجتمعنا الأردني الكريم بفضل الله نعرف قدر الأم، والقساة ما هم إلا قلة منبوذة لا يحترمها أحد، فالأم مكانتها كبيرة وشأنها عظيم بيننا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسمح أن تهان حتى ولو كان من أبنائها، لأننا ندرك تماماً أن البركة والخير والرحمة التي يشملنا الله بها، بسبب احترام الأم وتقديرها وإعطائها المكانة الرفيعة التي تستحقها.
فيا رب أطل في أعمار أمهاتنا الفاضلات الكريمات، وارحم كل من فقد أمه فمصابه جلل وألمه كبير، لأن اليد الحانية التي كانت تحنو عليه وقت شدته لم تعد موجودة، ولم يبق له سوى ذكريات تجول في قلبه يتصفحها كلما هاج به الشوق والحنين إليها.
(الغد)