بالرغم من وجود مرجعيات تشريعية موحدة إلا أن المسؤوليات تتباين وفق اﻷشخاص وضمائرهم وحفاظهم على سمعتهم وصدقية مواطنتهم ووطنيتهم وإنتمائهم وأمانتهم؛ فالتشريعات أحياناً شيء والواقع العملي شيء آخر؛ ولذلك فالمساءلة مطلوبة دوماً لأن من لا يخشى الله وضميره حي فمن الواجب أن تردعه القوانين الوضعية:
1. المسؤولية أمانة أمام الله تعالى أولاً ثم الضمير الحي والمسؤولية اﻷخلاقية والدينية واﻷدبية والقيام بالواجب؛ ولذلك فالنزاهة والإستقامة تربية ومسيرة حياة.
2. ضمائر الناس تتباين وفق أماناتهم فمنها الضمير الحي المؤتمن والضمير الغائب اللامسؤول والضمير المنافق المتلون والضمير المرائي الهزاز؛ والضمير المتطرف؛ والضمير الوسطي؛ وغيرها.
3. المسؤول النظيف لا يخشى أحداً إلا الله ويمتاز بالوضوح والشفافية وحب العمل واﻹنتاجية، بيد أن المسؤول الفاسد تذروه الرياح وسرعان ما ينكشف بالكذب أو التزوير أو الخداع أو السرقة أو تجاوز الحدود أو غيرها!
4. المسؤول المحترم يطبق القانون ويتحدث بالحق ويسعى للإصلاح، بيد أن عكسه يماطل بالحق بين مد وجزر، ولذلك فالحرب سجال بينهما.
5. المسؤول القوي يسعى لخلق قيادات من حوله ويقوم بتمكينها لا تطفيشها أو إقصائها أو تهميشها؛ بيد أن المسؤول صاحب المصالح الضيقة لا يفكر سوى بنفسه ودعم شاكلته ولا يحب سوى الضعفاء.
6. المسؤولون الشرفاء كثر والفاسدون قلة، لكن من ناحية درجة تأثيرهم فمع اﻷسف اﻷمور عكسية؛ والسبب في ذلك أن الشرفاء يعملون لوحدهم دون تشبيك بيد أن الفاسدين يمتلكون خبرات التشبيك لمصالحهم.
7. مطلوب البحث عن المسؤولين الشرفاء لحمل أمانة المسؤولية حتى يتعين الرجل المناسب بالمكان المناسب؛ ولا يمكن أن نتجاوز التحديات ونحولها لفرص دون إختيار الأقوياء والأمينين لا الضعفاء والفاسدين.
بصراحة: المسؤولية أمانة وتكليف لا تشريف، ولا يمكن لمسؤول لا يغلب الضمير وأخلاقه والقوانين أن ينجح، بيد أن المخلصين الناجحين رصيدهم سمعتهم وواجبهم، واﻷصل اﻹختيار الصواب للمسؤول؛ وهذه مسؤولية وطنية هامة.
صباح المسؤولية الشريفة