لا يملك الفلسطينيون خيارات كثيرة. فالسلطة في الضفة تفاوض ضمن شروط التدخل الأميركي، والمعارضة في غزة ترفض التفاوض.. وتطرح مقاومة غير قادرة على تغيير معادلة القوة العسكرية والسياسية.
- والسؤال هو: هل يستطيع التدخل الأميركي أن ينهي الاحتلال ويعطي للفلسطينيين فرصة إقامة وطن قومي لهم في الضفة وغزة؟!.
- والجواب هو: لا. فالتدخل الأميركي محدد من داخل الولايات المتحدة. فالتسلل الصهيوني إلى مواقع القرار يحبط، وبشكل مستمر، حركة واشنطن الدبلوماسية، ويبقي مساحة بسيطة لها علاقة بأخلاقيات الرئيس وعزيمته.. فكانت اتفاقات كامب ديفيد التي انهت الاحتلال في سيناء، واتفاقات وادي عربة التي رفعت التهديد العسكري الإسرائيلي المستمر.
-ماذا يبقى من مرجعيات 242 و338؟!.
- إسرائيل تقول: لقد انسحبنا من «أراضٍ محتلة». وبقيت قضية الحدود الآمنة والمعترف بها. وهذه الحدود هي الضفة وغزة والجولان.. وهذا أساس الموقف الإسرائيلي الذي لم يتغير منذ البداية. فالحدود الآمنة والمعترف بها ليست الحدود المعروفة على خرائط الدول، وإنما هي مواقع ومساحات بشرية واستراتيجية تتموضع على أرض الخصم:
- فنهر الأردن هو الحل الأمني الإسرائيلي. وما بين النهر وحدود عام 1967. وهي بالمناسبة خطوط هدنة ولم تكن أبداً حدوداً سيادية، .. ما بين النهر وحدود 1967 هناك مليون ونصف المليون فلسطيني يجب البحث والتفاوض عليهم. وكذلك غزة، وكذلك الجولان التي قبل اسحق رابين الانسحاب منه شرط عدم مرابطة قوات سورية فيه، واستبدالها برقابة دولية شبيهة بالقوات المتعددة الجنسيات في سيناء!!.
- الوجود الفلسطيني في الضفة وغزة يقع على الحدود الآمنة والمعترف بها، وهذا هو جوهر اللف والدوران الإسرائيلي. وهذا هو مقصد الاستيطان.
.. الآن تتحدث أميركا عن مفاوضات غير مباشرة بين السلطة وحكومة تل أبيب. والحقيقة أن الذي سيجري هو مفاوضات فلسطينية – أميركية ومفاوضات إسرائيلية – أميركية. وهذه خدعة إسرائيلية عزلت المجتمع الدولي عن المشاركة وأبقت كل شيء في يد اللوبي الصهيوني، والزاوية الضيقة المساحة للمصالح الأميركية في المنطقة العربية!!.
لا رهان على المرحلة المقبلة. فالطريق ضبابي والصحبة غير موثوقة!!.
الرأي