ديك «المثقفين» .. لم تعد صدفة ..
احمد حسن الزعبي
10-05-2010 05:39 AM
انه يفعلها مع سبق الإصرار والترصّد ، كلما اتصل بي زميل أو قارىء مواظب أو أديب او حتى سياسي ، يقترب مني ويطلق صياحاً عالياً ومتواصلاً..يقوم على أثره بتحويل مجرى المكالمة لصالحه.. أحياناً اختبئ في غرفة منزوية وأقفل النوافذ..الا انه يراقبني بمنتهى «النذالة» و يقف تحت النافذة ليمارس هواية التشويش..
صدقوني القصة لا تحمل الرمزية، القصة واقعية..انا أعاني من ديك حقيقي فار من وجه العدالة، قفز عن الشيك المخصص لدجاجات «الحجّة» وتمرّد علينا جميعاً وبدأ «يتخطّم» في قاع الدار ذهاباً واياباً...ولا استطيع ذبحه او بيعه؛ لأنه حسبما فهمت يقوم بواجبات يصعب على نظرائه القيام بها بنفس الكفاءة والجدية والمثابرة!!
قبل سنة ونصف اتصل بي صديقي جعفر العقيلي/المحرر الثقافي في جريدة الرأي وقبل ان ارحّب بالصديق - المنقطع - وأعرف مغزى اتصاله صاح الديك..فسألني «شو هاظ»؟ قلت له:ديك حيشاك!!..ثم استمرت المكالمة عن الديك ولم اعرف لماذا اتصل بي الرجل !!..بعدها بفترة قصيرة اتصل بي الاستاذ الكبير حسني عايش..وقبل ان ارحّب باستاذنا ترحيباً يليق به..صاح الديك فسألني «شو هاظ»؟ قلت له :ديك..فانعطف الحديث عن الديك وأخبرني الاستاذ حسني أنه حرّم أكل الديك على نفسه لأنه يعتبر «الديك»زلمة الدار..واختتم هو الآخر مكالمته دون ان اعرف لماذا اتصل بي أصلاً..
خجلت من اتصال احدى القارئات المواظبات عندما سألتني عن صوت «هالخايس» : شو هاد؟ قلت لها :تلفوني الثاني برنّ..فاندهشت من نقاء الصوت: واااااو.اسم الله كأنه ديك حقيقي..قلت لها: ليش «نوكيا» خلت اشي وما حطّته...
قبل اسبوعين اتصلت بي الزميلة هيا صالح لتدعوني على ندوة في دارة الفنون وقبل ان تذكر لي المكان والزمان ..صاح «ملعون الحرسي»..فسألتني شو هاظ؟ قلت لها: ديك!!..ثم اخذنا الحديث بعيداً لنتناول سير الديوك والدجاج البلدي بعيداً عن الندوة مما اضطرني للاتصال بالزميلة نانسي الحمد لمعرفة مكان وعنوان الندوة من جديد..وقبل ان اعرف بنفسي عرّف الديك عن نفسه..وتحول مجرى الحديث عن «هذا التافه» مرة اخرى ..
حاولت معه بكل الطرق الترهيبة بدءاً من القذف»بالحفايات» وبرجمه بالكدر والدبش..دون فائدة..كما استخدمت معه اسلوب الترغيب ..فعرضت عليه «نصف دينار» عن كل مكالمة «يعيرني سكوته» او بطاقة امنية ام ال3دنانير...ثم جلست معه جلسة أخوية وقلت له : من الآخر سوف أشركك بالضمان الاجتماعي ان سكت ..ومع ذلك رفض و لا زال يرد على «المتّصلين» المحترمين بصوته الحاد..
***
أنا لا استغرب من تصرّف هذا الكائن...ففي هذا الزمن «المنجقة» صار صوت الديك مسموعاً أكثر من صوت الكاتب..
ahmedalzoubi@hotmail.com
الراي