نمر بظروف قاسية وقساوتها تطحن على رحى هادئة مؤلمة لا نلمس اثرها الا بعد وقوع الفأس بالرأس ونشاهد ونسمع عن اضرارها من القريب والبعيد ويساورنا الشك وحالة عدم اليقين في أن هذا الضرر بعيد المنال منا حتى نفيق على أنفسنا واذا بنا قد وقعنا في الوحل واغرورقت عيوننا والتبس علينا الأمل وذقنا طعم الألم.
الانتشار السريع لوباء كورونا وحصده للارواح يوما بعد يوم يجعل غير المعتبر يعتبر وغير المصدق يصدق والمستهتر يعود إلى رشده الا ان يكون أعمى او متعاميا او ابله بحاجة إلى العلاج.
وعلى الرغم من الحالة السوداوية التي نعيش وصقيع العزلة الذي يخيم على المجتمع والارث النفسي المضني فإن نمط حياتنا يأبى الا ان يكون كما كان ويرفض التكيف مع الواقع الجديد الذي يتطلب مغادرة التنعم إلى التخشن والولوج إلى الواقع بعباءة تنبض بقساوة الواقع ومره لتجنب الشقاوة بعيدة الأمد.
والشاهد ان بعضنا لا يلتزم باجراءات الوقاية التي أصبحت من البديهيات التي يعرفها الصغير قبل الكبير والامي قبل المتعلم ولكننا نعيش في صراع مع الالتزام وونبذه ونكابر ونصر متعمدين على ارتكاب المخالفات فذا عريس يهبط بطائرة على قاعة حفل الزفاف المدعو اليه حشد كبير من الناس الذين اخطأوا باجابة الدعوة ولم يعتذروا عنها فشاركوه الجرم وشاطروه العناد.
ومن ذاك الذي يصر متعمدا على فتح ديوانه لقبول التعزية والتجمهر وتبادل السلام والقبلات وتلاطم الاحضان.
ومن ذاك المنكر للوباء والمتحدي لاجراءات الوقاية ساخرا ممن يلتزم بها.. ويطول الحديث.
آن هذه السنين الاخاذة تستدعي تغيير نمط التفكير وأسلوب المعيشة حتى ينجلي الكرب وتزول الغمة.