facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




يوم الأرض وحي الشيخ جراح


محمد سويدان
30-03-2021 12:40 PM

يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى 45 ليوم الأرض المجيد حيث في مثل هذا اليوم وفي العام 1976 هب الفلسطينيون ضد قرارات سلطات الاحتلال مصادرة ألاف الدونمات من أراضييهم الواقعة تحت الاحتلال في العام 1948، فسقط شهداء وجرحى وتم افشال المخطط الاستيطاني، وبات هذا اليوم عنوان الصمود ورفض الاستيطان والحفاظ على الأرض رغم قساوة الهجمة الاستيطانية الصهيونية.

ولأن أساس قضية فلسطين هي الأرض، فإن الفلسطينيين يخوضون يوميا العديد من المعارك ضد الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية.. وهذه المعارك تتخذ أشكالا متنوعة عديدة، منها مقاومة شعبية، ومنها مقاومة سياسية ومقاومة قانونية.

تأتي الذكرى المجيدة، في ظل تزايد شراسة الهجمة الاستيطانية التي لاتترك أي زاوية أو بيت أو قطعة أرض مهما بلغ حجمها إلا وتستهدفها وتحاول بشتى الوسائل الشيطانية وبالكذب والخداع وباستخدام القوة الغاشمة والمحاكم والتزوير وفرض الأمر الواقع للسيطرة عليها وسلب الفلسطينيين أرضهم وبيوتهم وحقهوقهم.

الهجمات الاستيطانية لاتفرق بين أرض فلسطينية وأخرى فلسطينية، فجميعها أرض تسعى للسيطرة عليها وسلبها وفرض الأمر الواقع على أصحابها الحقيقيين والأصليين، ولكن مدينة القدس المحتلة تنال "حصة الأسد" من المخططات والمشاريع والهجمات الاستيطانية.

ففي كل يوم هناك بالقدس معركة ومقاومة لمواجهة الاستيطان، فالصهاينة لايتوقفون عن هجماتهم باستخدام الوسائل الشيطانية للسيطرة على حي أو بيت أو قطعة أرض في القدس، وبالمقابل لايستكين الفلسطينيون ويقاومون بكل ما يملكون من وسائل يستندون بذلك لحقهم بالأرض ولارادتهم وللوثائق التي يملكونها. وبالرغم من فداحة وقساوة وشراسة الهجمة الاستيطانية لايتراجع الفلسطينيون المقدسيون ويتصدون ويقاومون ويطرقون كل الأبواب للحفاظ على ما يملكون.

في هذه الأيام، يتعرض حي الشيخ جراح في القدس المحتلة لهجمة استيطانية شرسة، فقد اصدرت محاكم الاحتلال قرارات ظالمة غير مستندة لأي مستندات أو وثائق لصالح منظمات استيطانية تقضي باخلاء عشرات منازل الفلسطينية في الحي.

الهدف واضح، تهجير الفلسطينيين من القدس، تمهيدا لاقامة مشاريع استيطانية، ولتفريغ المدينة المقدسة الصامدة من سكانها واحلال محلهم قطعان المستوطنين. المعركة لم تنته بعد، بالرغم من صدور قرارات محاكم الاحتلال، فالمقدسيون يرفضون هذه القرارات الظالمة ويتمسكون بحقهم ولذلك يناضلون ويقاومون.

مقاومة حي الشيخ جراح المشروع الاستيطاني لها علاقة مباشرة في الأردن، فالفلسطينيون الذي يسكنون البيوت التي سمحت محاكم الاحتلال بمصادرتها وتشريد أهلها، تم تسكينهم في هذه البيوت باتفاقية موقعة ما بين الأردن ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الخمسينات من القرن الماضي. محاكم الاحتلال تطالب بوثائق تؤكد هذه الاتفاقية، وقد سلمت الحكومة عبر وزارة الخارجية نظيرتها الفلسطينية الوثائق، إلا أن محاكم الاحتلال ترفض الاعتراف بالوثائق بزعم أنها مروسة بترويسة المملكة الأردنية.

صحيح أن محاكم الاحتلال تماطل وتحاول بكل الطرق عدم التعامل مع الوثائق الأردنية، ولكن تسليم الحكومة لوثائق رسمية تؤكد الاتفاق بينها وبين وكالة الغوث في الخمسينات ستقطع الطريق على المحاكم والمستوطنين الذين لايملكون أي وثيقة تثبت ملكيتهم للأرض التي تقام عليها مساكن المقدسيين في الحي.

المطلوب، أن يتم التواصل بين الجهات الرسمية المعينة في الأردن مع المقدسيين ومحامييهم لتأمين ما يلزمهم من وثائق لمواجهة هذه الهجمة الاستيطانية الشرسة. وليس هذا فقط، فالمطلوب تدخلا رسميا أردنيا للضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف هذه الهجمة التي لاتستند لأي وثائق تثبت صحة ادعاء ومزاعم من يقف خلفها باستثناء تغول السلطة وفرض الأمر الواقع.

القدس بالنسبة للأردن، ليست مدينة فلسطينية مقدسة فحسب، فهي ترتبط بالاردن ارتباطا كبيرا، فالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تقع تحت الوصاية والرعاية الملكية الهاشمية، ولقد استبسل الجيش العربي بالدفاع والذوذ عن عروبة المدينة القدس، ودفع ثمنا غاليا من دماء وأرواح جنوده الأبطال.

الدعم الأردني الرسمي للمقدسيين، ليس مطلوبا فقط في قضية ومعركة حي الشيخ جراح، وانما في كل معاركهم البطولية لافشال المخططات الإستيطانية فالمدينة.. افشال المخططات الصهيونية يعني الحفاظ على عروبة القدس ومقدساتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :