ذكرى يوم الأرض .. فليرحل العابرون
فيصل تايه
30-03-2021 10:07 AM
اليوم .. الثلاثون من اذار ذكرى يوم الأرض ، واحيائه في زمن جائحة الكورونا ولو بشكل رمزي ، عبر تظاهرات رقمية ونشاطات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي واجب وطني ، وذلك لتأكيد أن الأرض هي حق تاريخي للشعب العربي الفلسطيني ورغم كل الظروف والأحوال ومهما تعددت اساليب الاحتلال في المصادرة والهدم والتشريد والقتل لهذا الشعب ، وتعبيراً عن رفض السياسة التوسعية التي تطبقها وتمارسها سلطات الاحتلال والتي تتعارض مع القوانين والاعراف الدولية وقرارات الشرعية الدولية التي ندينها ونرفضها مرارا وتكرارا في جميع المحافل والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية ، فحق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم حتى لو وقع العالم بأسره على قرارات مصادرة عودة اللاجئين الى أرضهم وديارهم التي هجروا منها.
اننا وبعد مرور كل تلك السنين العجاف ، ولا تزال اسرائيل تمارس نهجها الاقتلاعي بمصادرة الاراضي والتضييق على الفلسطينيين ، بفعل ما درجت عليه السياسة الاسرائيلية التي لا تقيم شأنا لشرائع المجتمع الدولي وقوانين حقوق الانسان ، فمقاومة المخططات الاسرائيلية حق مشروع وهي الطريق الصحيح في مواجهة الكيان الصهيوني وعلينا جميعا دعم هذا الحق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وتمكينه من إستعادة حقوقه.
ان الشعب الفلسطيني كله اليوم يواجه فايروس كورونا، ويناضل من أجل التخلص من هذه الجائحة للحفاظ على الحياة البشرية باعتبارها الشرط الأول لكل ما عداه، وهو بالوقت نفسه يواجه جائحة الإحتلال الإستعماري بروح متوثبة وعزيمة عصية على الإنكسار، مُجذراَ وجوده الصامد على أرضه التاريخية التي سيبقى حقه فيها خالداً مهما بلغ النهب مداه ، ففلسطين والقدس والمسجد الاقصى هي بوصلة هذه الأمة فلا تنازل ولا تفريط بحبة تراب منها ، فمن واجبنا دعوة أبناء شعبنا الاردني المغوار وكافة الشعوب العربية والإسلامية الي العمل الجاد والمستمر ضد المؤامرة الصهيونية ومقاومة كل أشكال التطبيع العربي مع هذا الكيان الغاصب بمختلف الوسائل المشروعة والمتاحة ، ودعم اخوتنا الفلسطينيين الذين يمتازون بالصلابة والصمود في الدفاع عن حقهم بالعيش والحياة على ارضهم مهما تعددت اساليب اسرائيل في القمع والتهجير، مثلما انهم اصحاب هُوية اصيلة لهم روايتهم التاريخية الخاصة التي تتعارض مع الرواية التاريخية (اليهودية)...
ان من واجبنا كاردنيين وانطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية والقومية وتأكيداً على دور الاردن تجاه القضية والمقدسات في القدس ، ووفاءً لدماء شهدائنا التي ما زالت ندية على ثرى فلسطين ، سنبقى متمسكين بالثوابت تجاه اهلنا هناك بتعاضدنا وتلاحمنا ، وسنظل السند والعزوة لهم ما حيينا ، فنحن الأوفياء لمبادئنا ، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتيـن العربية والإسلامية ، والتصدي لأي ضغوطات على الأردن وافشال كل المخططات الرامية لتصفية القضية بالعمل الجدي على تكريس ثقافة مجابهة المؤامرة التي تستهدف الأردن وفلسطين ، بتعزيز وحدة الصف الأردني ، ودعم صمود شعبنا العربي في فلسطين .
في هذه الظروف العصيبة نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها إزاء الأسرى لا سيما الأسيرات والمرضى وكبار السن والأطفال بالإضافة إلى المعتقلين إدارياً، والعمل على تحريرهم، ونؤكد على أن حرية الأسرى وإنهاء معاناتهم بعد تفشي وباء "كورونا" هي جزء من حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني المكفول في الشرعية الدولية وقوانينها ومواثيقها.
نحن كاردنيين سنبقى على العهد والوعد أبدا ، وسنبقى السند المتين لصمود اخوتنا من ابناء الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والسبل .
عاش الاردن حرًا قوياً منيعًا محصنًا
عاشت فلسطين حره عربية
وليرحل العابرون ...