ثورة ادارية. الخميس الماضي راجعت دائرة حكومية، وبعد جولات وصولات تبين لي ان المدير/ة في مهمة خارجية، وان المساعدين في اجازة، وان موظفي الطابق الثاني والثالث مصابون في كورونا ولا يداومون. ولم اجد احدا لكي اصدر وثيقة من الجهة المعنية، وتوقيعها وختمها لاكمال اجراءت معاملة.
ما اعرفه ان الادارات التي يصاب موظفوها بكورونا يجري الاعلان رسميا عن توقفها عن العمل واغلاق ابوابها امام المراجعين. ولكن الادارة المعنية والتي اشرت اليها، لا اظن بكل التقديرات ان ازمة دوام موظفيها مربوطة باصابات كورونا. فالموضوع ابعد واخطر.
موظفون لا يدوامون، احد المراجعين عندما عرف اني صحفي اسر قولا بانه يراجع منذ اسبوعين لاكمال اجراءات معاملة، والموظفون كر وفر، يوم يدوام واحد، ويومان يغيب ويختفي، والموظفون المعنيون بالمعاملة يختفون مرة واحدة، ويظهرون فرادى، والمعاملة مازالت قيد الانجاز منذ اسبوعين واكثر.
ولو ان الحكومة اعلنت رسميا عن تعطيل الدوام في الوزارة والادارة الفلانية. فستوفر على المواطنين الوقت والجهد الضائع في الوصول الى ادارة حكومية بلا موظفين وبلا خدمة، ولربما ان زيارتك ومراجعتك للادارة تكون طريقا وسبيلا لاصابتك بالفايروس، وتسبب للمراجع الغلبان وباء وبلاء لا يعرف من اين يترصد له ؟!
اين يختفي الموظفون؟ ولماذا لا يدامون، وكيف تقضى مصالح وخدمات المراجعين؟ واين المدير/ة وكبار موظفي الادارة؟ معقول انهم منتدبون في مهام لوجستية عظيمة في ازمة كورونا؟ وقد يكونون حقيقة شغالين على الزووم يقدمون خبرات الاردن العظيمة والمبهرة في ادارة ملف كورونا وتداعيات الازمة.
يا خوفي.. اذا ما كورونا طال عمرها وامتد اثرها في الاردن.. بان تذهب الى الدوائر والمؤسسات والوزارت فلا تجد احدا. يبدو ان «الرسمي الاردني « فهم كورونا بالشقلوب والمعكوس. فالخوف والتوجس والحذر الصحي الزائد من الفايروس لا يعني ان تقتل حياة الناس، وتعطيل مصالحهم اليومية، وتجميد الخدمة الحكومية.
وزير او مدير او رئيس بلدية زعلان من موظفيه والعكس، الكل يتحجج بذريعة كورونا. واين المدير غائب بسبب كورونا، واين الموظفون مكورونين؟ من حقنا ان نسال، ماذا اصاب البيروقراط والادارة الحكومية، وهل عندما يحين موعد رحيل كورونا ستكون قابضة على الاخضر واليابس في بلادنا ؟
من بداية وصول كورونا للاردن، اتردد كثيرا في مراجعة وزارة ودائرة حكومية وخاصة لاسباب مرتبطة بالوقابة والالتزام والحذر المضاعف من الفايروس. ولكن احيانا تجد نفسك مضطرا ومجبرا على المراجعة شخصيا. وكم كانت الصدمة كبيرة وموجعة اكثر من كورونا لما يصيب الادارة الحكومية من ترهل وسوء ادارة.
من واجبي كصحفي ان اسال عما يصيب الادارة الحكومية، واين يختفي المدراء والموظفون؟ اتمنى ان اجد جوابا، واتمنى ان اسمع ردا من الحكومة. واتمنى لو ان اخبار اصابات كورونا ودوام وعطلة الوزارات والمؤسسات الحكومية تخضع لقليل من الشفافية والموضوعية، وتدرج في الايجاز الصحفي الحكومي اليومي عن كورونا.
الدستور