في العاشر من آذار اي شهر الدفء وشهر ( ينشف الراعي بلا نار ).. علق احد ابطال السلط ورجالاتها المعدودين.. علق عيونه على بوابات السلط الخالدة ليظل .. عبد الرزاق الرحاحلة (حامي كواشين القدس ومنقذها ) ترك عيونه.. نورا يسري في كل صبح من السلط الابية.. الى ماذن القدس وكناءسها.
بحلق السلطي البلقاوي الابي ووضع عينه في عيني القدس وبحلقته كانت هوى لا يجار وحبا لا يقلد وتضحية لم تتكرر في تاريخ القدس مذ امر صلاح الدين قائد حرسه بأن يحضر منبر حلب.. ليخطب عنه القاضي الفاضل خطبة التحرير .. لانه هو من بشر من فوق المنبر في حلب
بفتح القدس في شهر رجب وقد فتحت في العاشر من رجب.. وفتحكم حلب الشهباء في صفر .. مبشر ل فتحكم القدس في رجب ..يا عبدالرزاق الرحاحلة..ايها الطالع مثل الشمس.. سأروي قصتك على مهل اليوم كما تعلمتها من احد اساتذة ( الحرف الامني والامين ) فلقد وهبني الله زمرة من صحاب ( هم اجل من الكتب واعلى شانا من اي حب ) نتبادل المعرفة..وذات ليل.. تسلمت من الاخ الباشا المتقاعد محمد البدارين الدي يجمع الابتسام الى روح الوحدة فيزمها على شفتيه ترتيلا امنيا وتحليلا ساميا كان يحكي لي فيها عن صالح الشويعر بطل الاردن الوطني الذي جعل من معركة وادي التفاح ( مقاما للابطال / بفتح الميم ، ومقاما لروحه / بضم الميم.. ).
واخبرت الباشا انني تلاقيت العين بالعين مع صالح الشويعر الذي لن يموت قبل حرب ١٩٦٧ بعدة ايام حين زار ( بديا منبع الحب في ) واشرف على حفر الخنادق فيها وافردت لذلك اللقاء فصلا كاملا في روايتي ( مهردار ) .. وفي ذات الليلة من تبادلنا الود الوطني والحزن على. رجالات المرحلة ..بعث الي الباشا محمد فيديو يتضمن سيرة ومسيرة وقصة عبد الرزاق الرحاحلة الوطنية العارمة.
استأذنته هذا الصباح ان اروي القصة عنه ولي من الشرف نقل الحقيقة ليس اكثر فأذن وشكر ورحب، فمن هو عبد الرزق الرحاحلة، الذي قهر موشيه ديان وصد بجبروت عقله مدفعية اليهود ومنعها من سرقة القدس، حين كانت الادارة الاردنية بشرى خير وليست ( لعنة مثل لعنة الفراعنة ) في وطننا الاعز كان عادل الزواتي محافظا للكرك وتحسين الفارس مدير زراعة معان وعصر المجالي قائدا لاربد وانور الحديد محافظا في نابلس وعودة الله المحادين مديرا لنواحي سلفيت وفهيم الحباشنة مدير شرطة المفرق وصالح الشرع حاكم عسكري نابلس
وحسن الكاتب متصرف القدس.
هذي روح الادارة التي بنت الاردن الوحدوي قبل ان يتجرا روساء الوزارات ويجهرون بكل تبحج انهم ( نعم لن احضر من الوزراء الا جماعتنا )
وجماعتنا هذه فضفاضة تبيح ان يكون مدير مستشفى السلط سلطيا ومحافظ الكرك كركيا وحكومة كلها قد تأتي ان لم تات بعد
( شلة ) تجمعهم ( قلاية ) وتفرقهم مصلحة البلد.
في ذلك الزمن حين كنا نعلم العرب اجمعين الفروسية والادارة والتعليم والحب لكل العرب كان احد ابناء السلط الذي لم يكلفه احد باداء دوره بل قام به من وحي روحه الوطنية كان يشغل وظيفة حساسة رغم تواضع مكاسبها.
( مأمور تسوية الاراضي في القدس الهوية الخالدة التي شدت الرحال لمسجدها بامر نبوي دائم ..البطل الانسان الوطني السلطي عبدالرزاق الرحاحلة يرحمه الله..حين اشتد الحصار اليهودي القبيح على بيت المقدس وخارت قوى الجبابرة في الدفاع. عنها حتى السلاح الابيض تنبه عبد الرزاق ان قصفا يستهدف ( داءرة الاراضي والمساحة في القدس ) زحف ذلك الموظف المدني الصنديد من تحت عواء القصف الصهيوني ( وسفا بعيونه كل وثاءق القدس مبادرا مبادرة خاصة فردية بطولية لا تقل شانا عن شان الذي جلب منبر صلاح الدين في ثلاثة ايام كي يخطب القاضي الفاضل خطبة النصر.. سحب كل وثائق القدس وانهيال التراب عليها من القصف وكحل عيونه بترابها
اخر مرة وزمكل وثائقها في سيارته الخاصة ( فولكس واغن ) تاركا ( الرينج روفر والاند كروزر وسواهما ) لاهل الترف المزعوم في الضفتين
وينك يا عمان..وسلم كل ارشيف القدس الذي نجا ملكية القدس من الضياع للاجهزة المختصة ذاك ارشيف القدس كلهانقذه ابن البلقاء
عبدالرزاق الرحاحلة والذي رممه فيما بعد مركز التوثيق الملكي ) ليكون حجتنا على العتمة والظلام والاحتلال فارق عبدالرزاق الحياة في شهر النوار واللوز والزعتر رحمه الله تاركا ( مصاغ الزوجة وكراسي البيت ) في عهدة القدس لان سيارته قد خصصت لوثائق القدس..عليه الرحمة لو كان من الاصهار او الشلة لغادرنا بعد ان تبوا مكانته التي يستحق يرحمك الله ايها البطل الحقيقي والله انك تستحق تمثالا في قلب كل اردني وفلسطيني وعربي حر لو انك لو انك منهم لاطلقوا اسمك على حديقة وشارع ووضعوك شارة لتلفزيون لكنك منا ونحن عشبا كل الاردنيين على اهداب قبرك مثلك تكون البطولة ومثل ادارات المرحلة يكون الحزن على انشغالهم بقصص تنسيهم قيمة الابطال نحتاج الى اناس يعرفون ابطالنا ويعرفون قصصنا الخالدة نحتاج من يعرفنا من الوزراء نحتاج من يعرف كيف يكرم عبد الرزاق الرحاحلة يرحمه الله وارملة صالح الشويعر وابناء منصور كريشان نحتاج في المئوية الى استرداد مثقفينا لنكتب سردية الوطن على حقيقتها وبما تستحق.
عاشت السلط حرة اردنية عربية وعاش الاردن وعاش الملك ولا نامت اعين الجبناء