الشخصية العامة هي شخصية انبرت لتقلد منصب عام ذي تأثير على مصالح الناس وحياتهم فمن كان من هذا فهو علم مشهود تربع في موقع المسؤولية ليسوس الناس ويرعى شؤونهم بأمانة ونزاهة وجهد موصول لبلوغ الحاجة وتحقيق الغاية.
وهذا الموقع ليس للتباهي والتفاخر والتجبر وعقر الآخرين ولا هو للترف والنزهة وجني المكاسب والتفلت من المسؤولية والبعد عن المجابهة والخضوع للنقد والتهييب على الذات وان كان هناك انفلات.
ان من ارتضى لنفسه ان يتصدر المواقع العامة ويكون مسؤولا عن شؤون العباد عليه أن يقبل النقد والتقييم والتوجيه وان يتسع صدره للمطالب والاستفسارات والمحاسبة والرقابة العامة والمحاكمة المجتمعية فهو ليس ملك نفسه وإنما ملك عامة الناس وخاصتهم والا جلس في بيته لينأى بنفسه عن النقد والمساءلة.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اني اخاف ان الا يحدثني احد عن أخطائي تهيبا وكان يقول ان احب الناس الي من اهدى إلي عيوبي. فإذا كانت هذه أقوال الخليفة الفذ الذي اشتهر بالعدل والتقوى والحرص على رعاية الرعية فماذا نحن قائلون وماذا نحن فاعلون.
بينما تجد اليوم كثيرا من الفاسدين في مواقعهم ان ذكرهم احد ادعو عليه باغتيال الشخصية او اتهموه بالقدح والذم والتشهير وان لهم ذلك وهم في الوحل غارقون ولو كانوا واثقين من أنفسهم لاتسعت صدورهم للنقد ولكنهم يعرفون حقيقة أنفسهم وينثرون الرماد في العيون.
المسؤول ينبغي أن يكون امينا نزيها واثقا عاملا لا تأخذه في الحق لومة لائم وعندها سيمتلك الجرأة الكافية ليقول للناس قوموني وصححوني.