زادت حالات الكوفيد في الأسابيع الماضية حتى أصبحنا في المنطقة الحمراء حسب تصنيف مركز السيطرة على الأمراض والأوبئة الأمريكي ال CDC، ولما بات من الصعب الخلاص من هذه الجائحة إلا بالتطعيم، ولما بدأت في الأفق إمكانية توافر المطاعيم أكثر من السابق، فإنه من الضروري التعامل مع متلقي المطعوم بآلية تحفز الرافضين او المترددين لأخذه؛ شريطة أن يكون لحقهم الدور في أخذه.
فرغم ازدياد الإقبال على المطعوم نسبيا مقارنة بالشهور السابقة، فنحن ما زلنا في الحدود الدنيا، وما زال كثير من المسجلين على المنصة لا يلتزمون بالذهاب لأخذه في الوقت المحدد لهم؛ لذا لا بد من البحث عن آليات جديدة لتشجيع مزيد من المواطنين للإقبال على التطعيم لا سيما من المتضررين أو المتذمرين من الحظر بأنواعه المختلفة.
فمن حق الذي تلقى جرعتي التطعيم أن يعطى جوازا أو بطاقة تسمح له بالعودة التدريجية للحياة من حيث الخروج، والتنقل والسفر حتى أثناء الحظر، حتى يشعر الممتنع أو المتردد بالفوائد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية للمطعوم إضافة إلى الحماية من الفيروس اللعين.
ومن حق من تلقى المطعوم أن يختار الطبيب المُطعّم لا سيما طبيب الأسنان او ما شابه حيث لا بد من خلع الكمامة، ولا مجال للتباعد، ومن حق هذا الطبيب أن لا يعامل معاملة الطبيب غير المُطعّم، خاصة أنهم جميعا أُعطوا الفرصة بواسطة تخصيص يوم لجميع الكوادر الطبية إلا أن هناك عددا منهم ما زال يرفض التطعيم، بل لا يشجع عليه، ففي لقاء مع أحد مدراء المستشفيات المعنية بهذا المرض أكثر من غيرها أفاد أن غالبية الكوادر الطبية تطعمت إلا الفئة التي اختارات عدم التطعيم !
ينطبق ذلك على سائق التاكسي، والعاملة المتنقلة التي تساعد في تنظيف البيوت، والعاملين في السوبر ماركت والمخابز … مما سيدفع كثير من هذه الفئات التي يتطلب طبيعة عملها التعامل مباشرة مع الآخرين للمسارعة في أخذه.
وقد سمعت مؤخرا أن بعض المطاعم تعطي خصما خاصا للمُطعمين، ورأيت على مواقع التواصل الاجتماعي من يُطالب بالسماح لهم بالصلاة بالمسجد؟
صحيح أن ضبط هذه الأمور ليس سهلا على المعنيين، لكن مجرد الوعد بإيجاد آليات مناسبة لذلك سيدفع كثيرين للإقبال على المطعوم قبل رمضان.
ويمكن إعفاء حامل هذا الجواز من الفحوصات اللازمة للكشف عن الكورونا في المطارات وغيرها، وكذلك من الحجر في الدول التي ما زالت تتعامل به من خلال عقد اتفاقيات مع هذه الدول للمعاملة بالمثل، وسيكون جوابا مناسبا لمن يقول : ما فائدة التطعيم إذا كنا سنبقى محجورين وممنوعين من السفر...؟
هذا الجواز لن يكون بدعة، فقد بدأت الصين بهذه الخطوة، وتعمل أمريكا وأوروبا على إيجاد آلية مشابهة، وعند تبادل الأردن هذه المعاملة مع غيره من الدول؛ سيفتح المجال لبدء تعافي قطاع السياحة الخارجية من جديد وكذلك الداخلية عند اشتراط أمور مشابهة، وكما أن هذا الجواز سيكون أكبر حافز للمترددين في أخذ المطعوم، سيكون أيضا حجة على رافضي أنواع الحظر، وبالتالي سيخفف من الأعباء الاقتصادية للحظر على المواطن والوطن، وسيُسرّع عودتنا إلى الحياة الطبيعية .