جلالة الملك قدم تشخيصا وافيا لما نعاني منه عبر تراكمات اوصلتنا لما نحن فيه، عندما تحدث في اعقاب حادثة مستشفى السلط المؤسفة التي اودت بارواح كان بالامكان انقاذها حتى يحكم القدر في سياقه الطبيعي، الملك اوجز في عبارتين نحن بحاجة الى من يخاف الله ويعمل من قلبه للبلد..
تعدد وتشابك وتداخل وتناقض وتخبط ما يجري منذ حكومات مضت، امر من الصعوبة فهمه وتحليله، حتى لو ادرته من زوايا متعددة، سوى ان نقول ما احوجنا الى مخافة الله والعمل من قلوبنا للوطن باخلاص..
سيما عندما نرى ايضا حلولا قائمة على الفزعة والارتجالية والمزاجية والتجارب المكررة والفاشلة او غير المنتجة،
وذلك بعيدا عن الرؤى، والتخطيط الدقيق، وتراكم المعرفة والاستفادة منها، وتعاضد البناء، وعمق السياسات، وثبات التشريعات، التي من شانها خلق اجواء ايجابية مستقرة، تريح الناس، وتسجل نموا اقتصاديا مقنعا وتجلب الاستثمار، وتجعل الاقليم والعالم يسعى لبناء صداقات وتحالفات معنا ..؟!
بصراحة ولكن ارى انها في صميم ما نعانيه ؛ اقتران المحسوبية والشللية باشكال النفاق المختلفة، ما هي الا مقومات فشل اداري واقتصادي او على اعتاب ذلك..
سيما عندما تصبح سياقا للقبول الوظيفي والقيادي، وتعتمد كمعيار اساس " حتى وان تم ذلك من طرف خفي وليس معلن" في السلم الهرمي للدولة..
ويصبح معها التهميش للكفاءات والاقصاء لمن يخالفهم الراي منهجا، من شانه خلق الحنق وتعمقه وتوسعه، مما يضعف الانتاجية للفرد وبالتالي للدولة ككل.
كما ويصبح معه الترهل الاداري، والتخبط الاقتصادي، وتضارب القرارات، والفساد عموما، شائعا وعلى السن الجميع، مما يصعب تفكيكه ومعالجته لاحقا، الا في اطار نهضة اقتصادية، او ثورة ادارية، لها طابع جذري مؤلم...
ترحيل القضايا والازمات لم تعد مجدية، وهي منذ الاساس لم تكن كذلك، اذ تبين انها مضيعة للوقت، وتعظيم وتعقيد لها، ليصبح توقيت عودتها بعنفوان اعظم مجهولا..
drmjumian7@gmail.com