نعيش في ذكرى اليوم الخالد في العز الأردني معركة الكرامة، التي خاضها أبطال الجيش العربي المصطفوي بدعم شعبي وقائد يتنقل من محور لآخر المغفور له الحسين بن طلال، المعركة التي غيرت وجه التاريخ والسياسة العالمية تجاه هذه المنطقة، (معركة) غيرت قواعد الدبلوماسية والمفاوضات بين كيان طفيلي كان يعتبر نفسه أنه سيد هذه المنطقة وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في كل ما يتعلق بالسياسة العامة للوطن العربي، صور هزيمة جنود هذا الكيان وهروبه من ساحة المعركة وتركه جميع ما كان يمتلكه من أسلحة للأن نشاهدها, معركة إعادة الاتزان للشعوب العربية بعدما ضاعت هيبتها ومكانتها بعد نكسة 1967.
الغريب في هذا النتانياهو رغم النصائح التي توجه له من داخل الغرف السياسية في هذا الكيان إلا أنه يصر على عناده وغطرسته ووقوفه في صف محاربة دولتنا والبحث عن أي فرصة لزيادة حدة الاحتقان بين الدوائر الرسمية بين الكيان الاسرائيلي والمملكة الأردنية الهاشمية التي تدخل المئوية الثانية من تأسيس دولتها الحديثة، أقطاب القرار الدبلوماسي الإسرائيلي تسعى بكل ما تمتلك من نفوذ أن تبعد النتانياهو عن الاصطدام والمواجهة مع الأردن، ولكنه يذهب بعيداً ويصر على عناده، المتابع للسياسة الداخلية في هذا الكيان يدرك حجم الصراع الداخلي بين المعارض لخطوات النتانياهو والمؤيدين له من المتطرفين واليمين الاسرائيلي..
الدولة الأردنية جذورها ضاربة في التاريخ، ولكن هذا الكيان جاء بالسفن العابرة للقارات منذ عقود، واستند في وجوده على تلاقي مصالح دول استعمرت هذه المنطقة، نتانياهو لم يقلب صفحات التأريخ ليدرك حجم الأردن وعراقته وريادته في العالم، ليذهب إلى اللوبي اليهودي في أميركا وأوروبا ليستمع منهم عن الأردن وقيمته السياسية والدبلوماسية، وحجم التقدير والاحترام الذي يحظى به في دوائر القرار السياسي العالمي, يدرك بعض من المؤثرين داخل الكيان الإسرائيلي بأن هذا النتانياهو يسير فعلا بهذا الكيان إلى الخلف والذوبان والاختفاء من هذه الساحة, منذ أن استلم القرار الإسرائيلي، ونحن نبتعد عنه في الأردن لأنه ليس أهلاً للسلام والوئام والتوافق على ما تم التوافق عليه في معاهدة السلام الرسمية الموقعة بيننا منذ ما يقارب ثلاثة عقود.
مصلحة هذا الكيان اليوم قبل الغد أن لا يكون هذا الشخص صاحب القرار في السياسة, رغم كل سنوات جلوسه على كرسي الحكم لم يتقدم خطوة واحدة للأمام مع الدولة الأردنية, ويدرك هذا الكيان بانهم لهم مصالح لا تعد ولا تحصى بعلاقتهم مع الأردن, يدرك أصحاب العقول النيرة في هذا الكيان أن الأردن استطاع أن ينفذ كل ما تم الاتفاق عليه ولكن الخلل يأتي دائما من أركان اليمين المتطرف وبحثهم المستمر عن أي فرصة للنيل من العلاقة التي تربط الاردن مع كيانهم, على يقين أن دول العالم تسعى وتتمنى أن يذهب النتانياهو إلى الكراسي الخلفية، وأن يترك السياسة لتعود العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والأردن إلى عهد بين من يمتلكون رجاحة العقل لتوثيق دعائم العيش بسلام والبحث عن فرصة التقدم للأمام.
الرأي