هناك قاعدة تقول :"خالف تعرف" . وعلى ما يبدو الكثير من الأشخاص أعجبهم استخدام هذه القاعدة؛ لإظهار نفسه كمشروع وزير .
حيث اعتادت الحكومات عبر الزمن استقطاب بعض المعارضين إلى الحكومة لتعزيز المشهد الديمقراطي.
وقد تحول العديد من هؤلاء المعارضين بعد دخولهم الحكومة من النقيض إلى عكسه ؛لضمان استمرار الوجود داخل إطار السلطة ،وهذا بدأ نهجها سهلا ممتنعا لأصحاب المصالح.
ما نشاهده مؤخرا من ظهور أشخاص على اللايف لرواية القصص، والحكايات، بات أمرًا غريبا ومستهجناً.
يحق للمواطن الصالح الذي يمتلك حلول عملية للمشاكل، وتداعيات الأحداث ،أن يتحدث ويعرض الحلول. أما أن يتحول بعض الأشخاص للناقدين لكل شيء، وبشكل عشوائي، وبدون إدلة، ووقائع دامغة فهذا لعبة جميع الأطراف فيها خاسرة.
لقد أصبح الفيسبوك منصة لتفريغ حمولة الغضب من الفقر، والوباء ،وسوء الوضع الاقتصادي.
قد أبرر للفقير غضبه ،وللمحتاج اعتراضه، شريطة أن يتوقف جماعة "خالف تعرف" عن بث سمومهم.
لقد لاحظت مؤخرا في العديد من صفحات الفيسبوك ظهور تعليقات تعارض ،وتنتقد، وترفع السقوف للفت الأنظار؛ لأن كل اعتراض بدون حل يسمى بوق فارغ.
ولابد من إيقاف الأبواق الفارغة .
لا نستطيع أن ننكر أهمية وجود المعارضة .وأشجع على عمل منصة لمن يمتلك القدرة على المعارضة ذات الجدوى ،والفائدة القائمة على إظهار الخطأ في الحالة ،وتثبيت الواقعة، والنقد البناء.وليس التهويش والتحشيد ومزيد من الاحتقان في ظل ظروف أقل ما توصف به أنها ظروف حرجة، زادت الفقر، وعززت البطالة، وأوجعت القلوب بالفقد بسبب الجائحة.
ما عاد الناس بحاجة إلى مزيد من الألم، والوجع، والقهر.
لسنا ضد المعارضة التي تفهم حدود المعارضة، وقوانينها ؛لأنها أحد وجوه الديمقراطية ،وتشكل تزين للمشهد العام ،وخطوة في اتجاه الإصلاح السياسي الذي نتحدث عنه منذ فترة في الأردن. لكن شريطة أن يكون من يأخذ هذا الدور يمتلك القدرة على عدم شخصنة الامور .
لسنا بحاجة إلى تبريرات، وهجومات شخصية، ما يهمنا الوقائع، والحلول العملية، وليس الهجوم الشخصي الذي يتحول في أغلب الحالات إلى مهزلة تصفية حسابات شخصية لا علاقة لها بالوطن، ولا بالحكومة، ولا جدوى لها.
ما زلت أنادي وأناشد أصحاب الصفحات الإلكترونية بعدم تناقل غير الموثوق من الأخبار، والقصص ،والفيديو. فيكفي ما يشعر به الناس من فقر، وقهر، وانتشار الوباء.
إن الالتفاف حول القيادة الهاشمية ،والمنادة بإصلاح سياسي حقيقي هو بداية الحل لمشاكل تراكمت نتيجةً لسوء الظروف من جهة، وظهور الجائحة من جهة أخرى.
ولنعلم أن قضيتنا ليست أشخاصاً، بل منهج عمل، وأسلوب، وفكر خلاق يخرجنا من الضيق إلى الوسعة والنور .
وبصفتي الرسمية كرئيس جمعية الشباب وحي المستقبل الثقافية، وأحد قادة الرأي العام الذي تتلمذ في أفضل الجماعات الفكرية، والثقافية أعلن الانحياز للوطن، والدفاع عنه، وتمتين وحدته، والوقوف خلف قائده ورمزه وعميده جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى.
تمر البلاد والعباد بمرحلة استثنائية وحرجة بسبب جائحة الكورونا العالمية، وما تبعها من تعميق لمشكلات مزمنة في الاقتصاد، والفقر، والبطالة. لكن وعينا الأكبر يتركز على أن الأردن الدولة، والوطن ،والهوية، والكرامة التي يجب أن لا تمس، وإن كان هنالك من يبحث عن جرح يستغله، وينفث سمه؛ ليركب الموجة، ويستقوي على وطنه بالتظليل، سنكون ضده فنحن نمضي على سيرة الآباء والأجداد مع الوطن، وقائده ،بكل محبة ،ووفاء، وولاء، وانتماء. وبيقين المعرفة ،وبعزيمة المخلصين سنتجاوز هذه الجائحة ،وتبعاتها بسلام وأمن بعون الله.
Dr.asmhantaher@hotmail.com