التسويف ثقافة عمل اﻷشياء على مبدأ 'سوف' مستقبلاً، والمبدأ يعني الوعود والتي ربما تتراكم بطريقة لا يمكن للفرد أو حتى المؤسسات الوفاء بها، ويستخدم ذلك البعض لغايات دفع الأمور أو ترحيل المشاكل للأمام دونما قرار أو فعل؛ ما يؤدي إلى تعطّل الأشياء أو تراكمها دونما حلول؛ فاﻷصل في اﻷشياء تطبيق الممكن منها:
1. مستخدمو التسويف نوعان: النوع اﻷول يمتلك إستراتيجية العمل الحقيقي، والنوع الثاني يدفع باﻷشياء للأمام لترحيلها وتراكمها؛ فالأول إيجابي والثاني سلبي.
2. الوعود الرنانة غالباً ما يستخدمها بعض الناس وخصوصاً السياسيين وأصحاب القرار وحتى بعض المؤسسات كإغراءات لغايات تحقيق مكتسبات آنية أو بعض اﻷهداف، وللأسف أنها تمر على بعض ساذجي التفكير.
3. التسويف أحياناً يؤدي لثقافات تدعيم وتجسير الثقة إن تحقق الشيء الذي تم الوعد به، أو هدم الثقة وزياد الهوة بين الواقع والطموح إن لم يتحقق، وغالباً النتيجة لهدمها أكثر ﻷنه سيزيد السجل المتراكم من عدم المصداقية.
4. التسويف أحياناً أو ربما غالباً كذب أبيض بغطاء الدبلوماسية أو فن اللعب باﻷلفاظ؛ فهو تأجيل للأمور دونما فعل أو إنجاز.
5. التسويف فيه مغريات وبريق وأمل، لكن التجارب أثبتت أن نسبة ما يتحقق من الوعود قليل نسبياً؛ فالأصل أن يكون هنالك أدوات لضبط الجودة والمتابعة.
6. نحتاج لتمحيص غث التسويف من سمينه، ومفتاح ذلك مصداقية الشخص او المؤسسة التي تستخدم التسويف.
بصراحة: التسويف 'ربابة' او 'آله موسيقية' يعزف عليها البعض لوعود المستقبل التي تحتمل الصدق والكذب، واﻷصل أن يكون فيها ضمانات ومعايير لقابلية التحقيق، وأساس هذه الضمانات المصداقية التاريخية لمسيرة الناس المسوفين وذهنية متلقي التسويف وبيئته وواقعيته!
صباح الواقعية والمصداقية