اكبرت كثير من العشائر الاردنية التي هبت في ظل انتشار جائحة كورونا وتفاقمها بشراء اجهزة كورونا من خلال جمعيات او متبرعين وتوزيعها على المصابين الذين يشكون من ضيق تنفس ويتم اعادتها لادارة الجمعية للمشروع بعد التشافي ليتم تدويرها على المصابين المحتاجين للاكسجين مرات عديدة.

ان هذه الهبة الاردنية هي مشروع خيري كبير ويحقق الهدف الانساني وسلامة المرضى وتعافيهم، حيث تشكو المستشفيات من ازدحام وازمات ادت لتراجع الاداء حتى اصبح كثير ممن وضع على الاجهزة يلقى حتفه وترافق ذلك مع معلومات عن وجود جرثومة قاتلة، فالاسلم للمواطنين والاهالي التداعي لمثل هكذا مشروع خيري وانساني وجمع التبرعات من القادرين لتوفير عدد من الاجهزة واسطوانات الاكسجين لاسعاف ابنائهم وتجنيبهم الدخول للمستشفيات من باب الحرص على صحة ابنائهم وتخفيف العبء على المستشفيات ووزارة الصحة.

ادعو الجميع من اهالي القرى والمدن والمخيمات والعشائر الاردنية لتبني هكذا مشروع ولا داع لمراجعة المستشفيات والتردد عليها تجنبا لنقل الفيروسات والامراض وتوسيع نطاق تحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية والالتزام العائلي والواجب تجاه الاهل والاقارب وتجاه الوطن والامة.. فلا مجال للجلوس في المضافات والقاء اللوم على الحكومات والوزراء والاجراءات والسياسات ، فقد اخفقت كثير من الحكومات واعترفت بخطئها وصرحت الحكومات الاخريات بانها اجتهدت واخطات وغيرها كابرت ولم تعترف بخطئها الجسيم وتخبطها الفادح تلذي كلف الشعب والوطن الكثير.

فقد حان وقت العمل ونهوض المواطنين لحل المشكلات بانفسهم وعدم الاتكال على بعض الحكومات التي تعتمد على قراءة الابراج والكف والودع والتكهن والاجتهاد والتنبؤ الخاطيء .. فطالما تفذت الحكومات بدون تخطيط سليم ولا وزراء أكفياء.

آن للمواطن ان يشمر عن ساعديه ويخطط لنفسه وعائلته وعشيرته بعد تهاوي منظومة الصحة والتعليم وتراجع اداء الحكومات وهبوط مستوى الخدمات الصحية والتعليمية وهما اهم منظومتين تشغلان الامم المتقدمة والنامية ويمسان تقدم الدول وتراجعها وان كانت هاتان المنظومتان تتراجعان عندنا بالاردن قبل كورونا فكيف مع كورونا وتفلتها وتفشيها وعدم سيطرة كثير من الدول عليها!؟.

آن لنا جميعا ان نتعاون مع انفسنا ونهب لنجدة انفسنا وابنائنا فنتبرع بما نملك من مرافق ومعدات واجهزة للاهالي من ابناء الوطن.. فالحكومات اخذ نفسها يخفت كحال مصابي كورونا وتعجز. عن خدمة المواطنين فلا مجال للتعويل عليها ..وكغيرها سترحل وتعلن اسفها عن تقصيرها وخطأ اجتهادها ولكن لات حين مندم.. فقد يموت من يموت ويفلس من يفلس ويفتقر من يفتقر، والحكومات ترحل وتتبدل ولكن الوطن يبقى.. والمواقف والمباديء والرجال الرجال تبقى.

ويحسب للاردنيين موقفهم الحكيم وتحملهم لما يحدث من تجاوزات وصبرهم على تخبط الادارات وفساد البعض ولصوصيتهم ونهبهم لمقدرات الوطن وانتظارهم سقوطه ليفروا الى اماكن ارصدتهم وملياراتهم في الخارج.

فهبوا واستفيقوا ايها الاردنيون النجباء واحفظوا انفسكم وابناءكم قبل ان يفنيكم اهمال الحكومات والادارات المجتهدة والمتعثرة ويتكرر مشهد مستشفى السلط وغيره من المشاهد المأساوية والفاجعة التي عاشها الاردنيون بألم وندم وحسرة. والله والوطن والاردنيين من وراءالقصد .