السفينة العالقة في قناة السويس
د.عبدالفتاح طوقان
26-03-2021 06:25 PM
سفينة حاويات بحمولة تتجاوز ربع مليون طن جنحت جزئيا بسبب الأحوال الجوية وعالقة في مدخل قناة السويس أغلقت الممر المائي، والعالم ينتظر و يتابع، وهي حالة تحتاج الي معالجة هندسية لأنها عالقة مثل صخرة صلبة غير قادرة على الحركة منذ أيام. والبعض يرى ان الوضع يحتاج الى ثلاثة اسابيع لايجاد حل.
وهنا ارى من خلال الخبرة في التعامل مع مشاكل هندسية في مشاريع اكثر تعقيدا امكانية الحل والحل البسيط المقترح من كل خبراء الملاحة وهو ليس بجديد الا وهو تعويم السفينة ولكن الصعوبة كيف؟
المفترض حل مشكلة الوزن قبل التعامل مع السفينة لانه العائق الاساسي، اي ان يتم تقليل وزن السفينة أولا ليسهل تحريكها من موقعها وشدها دون التاثير على جسم السفينة، وهذا يتم عن طريق تفريغ بعض من حمولة الماء الخاصة بالاتزان وإنزال بعض الحاويات الى سفن تغذية، يطلق عليها فيدرز. هناك خطورة في تعويم السفينة و جرها وهي محملة كما هي وقد تعرض السفينة الى مشاكل.
ثانيا يتم استخدام عدد من قاطرات شحن عملاقة من الامام ومن الخلف بقدرة مجتمعة اعلى من حمولة السفينة بعد افراغ بعض من حمولتها تكون قادرة على سحب السفينة - تعمل بعكس الاتجاه عند تفعيل قوى الشد - ليتم تغيير اتجاه السفينة، بعد التأكد من عدم وجود أي عوائق او صخور اسفلها، وبعد احتساب قوة الشد حتى لا تنكسر السفينة من المنتصف، على ان يتم تحرير جوانب السفينة العالقة في التربة باستخدام جرافات مائية لمثل تلك الحالات وايضا استخدام الرشاشات المائية التي استخدمت في حرب ١٩٧٣ لازالة خط بارليف.
ثالثا يتم ربط السفينة من الامام والخلف بطائرات هليكوبتر للمساعدة في رفعها قبل سحبها وبالتالي تخفيف وزنها عند ادارتها ومنعها من عدم التوازن مما قد يتسبب في اغراقها.
رابعا يتم كل ذلك بحسابات هندسية وبعد دراسة من قبل الضفادع البشرية لمعرفة ما هو متواجد تحت السفينة واعماق الجنوح وطبيعة التربة، وليس بالتجربة والمحاولة ويتم تقدير قوة الشد لكل قاطرة وزواية الشد مع قوة حمل الهليكوبتر والتباعد بين الطائرات و اتجاهات الرفع تحت مراقبة هندسية عالية الدقة.
يجب ان تتم السيطرة على الطائرات والقاطرات واعطاء تعليمات الحركة معا حتى لا تتسبب في حوادث او اغراق لاي منهم.
والاهم اختيار التوقيت المناسب لاتجاه الرياح وبوجود كشافات اضاءة عملاقة لان العمل قد يستغرق وقتا يمتد بين الصباح والمساء دون توقف.
خبراء هيئة قناة السويس والارشاد قادرون على هذه المهمة وهم يدرسون البدائل و المخاطر.