لم أكن اتوقع يوما ما أن أكتب بموضوع العين والحسد، فأنا لست براجاً أو بصاراً، لكن كثرة الأحاديث والوقائع في الموضوع وإنتشاره في مجتمعنا جعلني أتطرق للموضوع لعل وعسى أن يرتدع أهل الحسد والعين والحقد والأنانية والكراهية ويثوبوا لرشدهم؛ فالعين الفارغة لا يملأها سوى التراب؛ والقلب الكاره لا يستقر سوى تحت التراب؛ والعقل الأناني لا يركد سوى بالتراب:
1. العين تكون بسهام تخرج من الحاسد صوب محسوده لتضرب فيه بالعمق، بسبب بغض النعمة على المحسود وتمني زوالها؛ وهذا قمّة الأنانية وحبّ زوال النعمة عن غيره.
2. الحسد يكون بأربع حالات: تمني زوال النعمة، أو الحصول على النعمة من المحسود، او تمني الحصول على النعمة كالتي عند المحسود وزوالها عنه، أو تمني الحصول على النعمة من غير زوالها عنه.
3. والعين تسبق القدر أحياناً، وأعراض الحسد تظهر بالمال والبدن والعيال، ولا يملأ عيون الحاسدين الفارغة إلا التراب؛ والحسد ذروة سنام الكراهية والأنانية.
4. الحسد والحقد متلازمتان لا يمسك بهما إلا صغير العقل، فكره النجاح للآخرين مرض من صفات المنافقين من أعداء النعمة والباغظين الخير للناس؛ فالتصالح مع الذات يعني حب الخير للناس كما نحبه لأنفسنا.
5. مطلوب ان تكون جرعتنا اﻹيمانية بالقناعة والرضى وعدم اﻹكتراث بما عند اﻵخرين وما وصلوا إليه مع اﻷخذ باﻷسباب للمضي قدما صوب ما نرنوا إليه دون حسد للآخرين.
6. ومطلوب الرضى بالقضاء والقدر والنظر إلى من هم اقل منا حالا، والقناعة بأن الحسد لا يضر سوى صاحبه، والنظر بعين بصيرة إلى دونية الدنيا وأنها لا تساوي جناح بعوضة.
7. رغم إيماننا بوجود الحسد والعين ووجود أمثلة كثيرة على ذلك؛ إلا أننا نعجب لماذا هما عندنا فعّالات بيد أنهما في الغرب غير موجودات! والأسباب واضحة وسأتركها للقراء لإستنتاجها!
بصراحة: الحسد والعين مرض إجتماعي ونفسي بسبب نقص اﻹيمان والمحزون الروحاني لدى بعض الناس، ويستشري هذه اﻷيام بسبب تدهور منظومة القيم، والمطلوب كبح جماحه ليزول وتسود روح المحبة والغبطة.
صباح الغبطة لا العين ولا الحسد