ننحني عرفاناً واحتراماً لاجهزتنا الأمنية
د. عاكف الزعبي
24-03-2021 12:33 PM
تعود بي الذاكرة إلى خمسينات القرن الماضي عندما تحالف الجهل الداخلي مع التحريض الخارجي من دول وقوى أطلقت على نفسها صفة التقدمية للنيل من الاردن ونظامه، حيث كان لوعي ووطنية الاجهزة الأمنية بما فيها العسكرية منها الدور الحاسم في احباط محاولات تحويل الاردن إلى دولة شمولية بنظام دكتاتوري ليلحق بدول وانظمة قادت بلادها وشعوبها إلى الخراب والدمار.
منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم واجهزتنا الامنية تقوم بدورها الوطني لحماية الوطن والمحافظة على أمن المواطنين باحترافية وعزيمة وبلا تردد لتقوم بواجبها وعلى أكمل وجه.
ولم ننس بعد إبداعها للأمن الناعم الذي جنب الاردن إراقة دم واحدة في ذروة الربيع العربي الذي أودى بأوطان عربية وشرد مواطنيها إلى مخيمات اللجوء وغربة المنافي.
يحق لنا أن نحتفي باجهزتنا الأمنية كل منها في مجاله، المخابرات العامة، الاستخبارات العسكرية، والامن العام بشرطته ودركه ودفاعه المدني. نحتفي بها اليوم لدورها الكبير في رعاية الأمن الوطني وهي تواجه تحدي الوباء بكل بسالة. فلطالما مثلت دوماً الجهاز المناعي لأمن الدولة، ولم تخذلنا يوماً مستندة في ذلك إلى تاريخ حافل بالعطاء والالتزام المؤسسي والانضباط المميز.
سمعة اجهزتنا الامنية دعت دولاً شقيقه للاستعانة بخبراتها، فلم تبخل في تقديم المساعدة المطلوبة لكل دولة شقيقة طلبتها لترسي مدماكاً إضافياً لعلاقات الاردن الطيبة مع جميع الدول العربية الشقيقة في نسق من الاحترام المتبادل والتعاون وتبادل الخبرات.
في هذه المرحلة الحساسة يقتضي الواجب الوطني والاخلاقي مع انتشار الوباء تعاون كافة المواطنين لضمان سلامة الجميع، كما يقتضي أيضاً الالتزام بكل ما يصدر عن الاجهزة الامنية من تعليمات واحترامها وتقدير تضحياتها وهي تصل الليل بالنهار سهراً على أمننا ومصالح الوطن العليا، وان نكون عوناً لها في التخلص من الوباء ودرء اخطاره الصحية وتداعياته الكبيرة والخطيرة على اكثر من صعيد وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.