بلغت الهستيريا الصهيونية مرحلة خطيرة باستهدافها بيوت الله ، سواء أكان ذلك بإشعال النيران فيها ، أو تهويدها ، أو منع رفع الأذان ، أو استباحتها ، واقتراف الموبقات والمحرمات في ساحاتها.
بالأمس القريب ، اعتدى رعاع المستوطنين على مسجد في قرية اللبن الشرقية ، قرب نابلس ، وقاموا بإحراق المسجد ، والمصاحف الشريفة الموجودة فيها ، وتزامن ذلك مع تدمير اخر في غزة ، وقبلها تم إحراق مسجد في حوارة ، وياسوف..الخ ، والإعلان عن تهويد المسجد الابراهيمي ، في مدينة خليل الرحمن ، وبلال بن رباح في بيت لحم ، إضافة إلى الاعتداءت اليومية على المسجد الأقصى ، وإحاطته بسوار من الكنس الإسرائيلية ، بلغ عددها حتى الآن 12 كنيسا ، كان آخرها كنيس الخراب ، والذي يبعد عن المسجد الأقصى حوالي 200 متر ، وبارتفاع ستة طوابق ، لحجب الرؤيا عن الصخرة المشرفة.
الاعتداءات النازية على المساجد في الضفة الغربية وغزة ، تذكرنا بما جرى ويجري من اعتداءات على المساجد والكنائس في فلسطين المحتلة عام 1948 ، وتحويل بعضها إلى مواخير ، وبارات ، أو جرفها ، وإزالتها عن سطح الأرض.
هذه الأعمال الإجرامية ، علاوة على أنها تتنافى مع كافة القوانين والشرائع الدولية ، إلا أنها تشكل انتهاكا صارخا للقيم الدينية والأخلاقية ، وحربا سافرة على الإسلام والعقيدة الإسلامية.
من ناحية أخرى فإن نظرة شمولية للعدوان الإسرائيلي المستمر ، على الشعب الفلسطيني ، ومؤسساته ، وأرضه ، ومقدساته..الخ ، تؤكد أن الصراع مع هذا العدو ، الخارج من أساطير الخرافات ، هو صراع وجود ، وليس صراع حدود.
فالعدو لم يكتف باحتلال كامل فلسطين التاريخية ، من البحر إلى النهر ، وإنما يقوم ومنذ 62 عاما ، ووفق نهج صهيوني ، بتزوير التاريخ ، وتغييرالجغرافيا ، فقام بازالة أكثر من 480 قرية ، بعد طرد ساكنيها منها بالقوة عام 1948 ، حيث أقام عليها مستوطنات صهيونية ، وقام أيضا بتغيير أسماء القرى والمدن والشوارع والمعالم الجغرافية ، ووصلت به العدوانية إلى تغيير أسماء الشوارع والضواحي في القدس العربية ، حيث أطلق على منطقة المسجد الأقصى ، جبل الهيكل ، ومن ناحية أخرى تزامن هذا الاعتداء الغاشم ، والقائم على تغيير الطابع العربي والإسلامي ، لتهويد الأرض والمقدسات مع حملة فاشية ، تستهدف تدمير القطاع الزراعي حيث بلغ عدد أشجار الزيتون التي تم اقتلاعها خلال انتفاضة الأقصى أكثر من مليون شجرة ، وتجريف ومصادرة آلاف الدونمات الزراعية ، وإغلاق الآبار الارتوازية.
باختصار...إن قيام العدو الصهيوني بإحراق بيوت الله في الضفة الغربية وغزة ، واستباحة الأقصى والمسجد الابراهيمي ، يؤكد أن الصراع مع العدو هو صراع وجود لا صراع حدود ، أو بعبارة أكثر وضوحا ، أن نكون أو لا نكون ، في ظل إصرار عصابات الاحتلال على تهويد الأرض والقدس والمقدسات ، واقتلاع الشعب الفلسطيني من وطن آبائه وأجداده ، ولكل حادث حديث.
Rasheed_hasan@yahoo.com
الدستور