الأردنيات أكبر من "التطبيع"
محمد سويدان
23-03-2021 05:28 PM
تسجيل الفيديو الذي بثه موقع الكتروني صهيوني حول مشروع "يسلمو إيديك" التطبيعي وتظهر فيه سيدات اردنيات من وادي عربة مع صهيونيات يقمن بعمل "مهني فني مشترك" يحتاج إلى الكثير من التدقيق ويثير الكثير من التساؤلات.
صحيح أن الفيديو يظهر السيدات الأردنيات "سعيدات وفرحات" بمثل هذا النوع من التعاون التطبيعي، ولكن هل فعلا هن سعيدات. وهل جرى ذلك فعلا كما حاول شريط الفيدو تصويره؟
الشريط يعكس وجهة النظر الصهيونية التي تريد أن تؤكد أن هناك تطبيعا واسعا في الأردن مع كيان الاحتلال وصل حتى السيدات الأردنيات، وأن هناك رضى شعبي أردني عن التطبيع.. وهذا الأمر وهذا الهدف يركز عليه من كان وراء شريط الفيديو من جانب كيان الاحتلال.. لهذا سمعنا الكثير من العبارات على شاكلة أن "السيدات الأردنيات سعيدات بهذا التعاون مع أنه في البداية كان هناك نوعا من الحذر".
نعم نقل الشريط بعض العبارات المقتضبة لسيدات أردنية يشدن بالبرنامج وبالتعاون مع "الإسرائيليات"، ولكن الاخيرات هن من تحدث بافاضة عن البرنامج، ونقلن مشاعر السيدات الأردنية.
لايمكن اعتبار ما ورد في الفيديو الحقيقة كاملة، وهذا يتطلب تحقيقا دقيقا ومتابعة موضوعية لملابسات هذا الشريط، ودور السيدات الأردنيات في "البرنامج التطبيعي".. الشريط يريدنا أن ندين السيدات ونرى أن التطبيع يسير على الأرض بالرغم من كل الضجيج "الاعلامي" الرافض للتطبيع وبالرغم من كل لجان مقاومة التطبيع.
لذلك، فإن الشريط يثير العديد من التساؤلات التي يجب معرفة اجابتها قبل كل شيء وقبل وسم السيدات اللواتي ظهرن بالشريط بالتطبيع. نحن نعرف تماما السيدات الأردنيات، وأن التطبيع والتعامل مع كيان الاحتلال مرفوض من قبلهن رفضا كاملا ولامساومة على ذلك.
من التساؤلات التي يثيرها الشريط، ماهو هذا البرنامج الذي اطلق عليه تسمية "يسلمو إيديك" وهل هذا البرنامج حقيقي؟ هل تعرف السيدات المشاركات بالجهة المنظمة لهذا البرنامج؟ هل تعرف الحكومة هذا البرنامج وهل سهلت لـ"الإسرائيليات" القدوم إلى الأردن وتنظيم ورشة عمل مع السيدات الأردنيات؟ من سمح لـ"الإسرائيليات" بالقدوم إلى الأردن ومن هي المنظمة أو المؤسسة التي تساعد وتسهل وتتبنى هذا البرنامج.
لا بد أن نسمع وجهة نظر السيدات الأردنيات ممن ظهرن بالشريط، ولابد أن نسمع وجهة نظر مؤسسات المجتمع الأردنية الفاعلة في وادي عربة.. هناك غموض مقصود وهناك عدم وضوح مقصود والهدف إظهار السيدات الأردنيات كأنهن سعيدات بالتطبيع والتعاون مع "الإسرائيليات".
الشريط يثير الكثير من التساؤلات، ولذلك ومع ذلك، فإنه فشل بتوصيل الرسالة والغاية منه ومن البرنامج المفترض، فسيدات الأردن غير مطبعات ويكرهن كيان الاحتلال، ولايمكن استغلال الظروف الصعبة لتمرير برامج تطبيعية خطيرة.