مفهوم الترهل الإداري من الناحية العلمية
مامون الدرادكة
23-03-2021 04:45 PM
كثر الحديث في الآونة الأخيرة وخصوصا بعد فاجعة مستشفى السلط عن الترهل الإداري كأحد أهم المشاكل التي تواجه المؤسسات العامة في الدولة، وهنا لا أريد الخوض في جوانب الترهل الإداري المرتبطة بتفاصيل هذه الفاجعة التي لم تفجع قلوب أهلنا في السلط وإنما هزت وفجعت قلوب كل الأردنيين، وإنما أردت من خلال هذا المقال أن أخوض بالمعنى العلمي للترهل الإداري من وحي رسالتي العلمية الأكاديمية في الجامعة الأردنية، والتي تناولت موضوع الترهل الإداري في المنظمات الادارية، فالترهل الإداري حالة سلبية مرضية تصيب الجهاز الإداري للمؤسسة مثله مثل الجسم البشري الذي يصبح بفعل هذه الحالة المرضية مثقلا بوزن زائد يصبح صاحبه ضعيف الحركة والإنجاز بفعل الحمولة الزائدة والشحوم والدهون والترهلات.
فالترهل الاداري هو معضلة إدارية وهو من أشد الأمراض والعلل التي تصيب الأجهزة الإدارية ويصبح هنا الجهاز الإداري يعاني من الترهل كالجسم البشري كما وأصبحت هذه المعضلة وضرورة معالجتها من أكبر التحديات التي تواجه الدول النامية وقد ظهر جليا حرصها المتواصل على معالجة هذه المعضلة ودعم تطوير الأجهزة الإدارية وترشيقها واجتثاث كل مظاهر الترهل منها وصولا إلى به إلى جهاز كفوء وفعال قادر على تحمل الأعباء المتزايدة في سعيها نحو التحسين والتطوير المستمر ودفع الأجهزة الإدارية لدبها لمزيد من التألق والتقدم الذي يليق بها لضمان المزيد من النمو والتطور.
اما عن مفهوم الترهل في اللغة فقد ورد في معجم لسان العرب عدة معاني منها: الانتفاخ، حيث كان، ورم ليس من داء، الضعف والاضطراب، الاسترخاء، التهيج من كثرة النوم، كما أن الرهل هو سحاب رقيق شبيه بالندى يكون في السماء.
اما عن مفهوم الترهل في الإدارة فأنه يشمل الأبعاد الرئيسية التالية:
١. التضخم الوظيفي في اعداد الموظفين (overstaffing) ويقصد بذلك زيادة عدد الموظفين بشكل يفوق الزيادة في حجم ونوع الخدمات التي يقدمونها وهذا يقابله المفهوم اللغوي "الانتفاخ حيث كان"
٢. التضخم التنظيمي في اعداد الأجهزة والوحدات التنظيمية (overorganizational) ويقصد بذلك تعدد الأجهزة التي تقدم خدمات متشابهة بحيث يمكن أن يقدم هذه الخدمات جهاز واحد فقط وهذا يقابله المفهوم اللغوي "ورم ليس من داء"
٣. ضعف الأداء والإنجاز (performance weakness) وهو ضعف مخرجات العمل والإنتاجية النهائية نتيجة التكدس الوظيفي وتضارب الصلاحيات وعددها وعدم وغياب المساءلة وهذا يقابله المفهوم اللغوي "الضعف والاسترخاء"
٤. غياب المؤسسية (Institutional): ويقصد بالمؤسسية استقرار الأهداف والتوجهات السياسات الخاصة بالمؤسسة لحمايتها من الاجتهادات الفردية والشخصية في العمل بحيث لا تكون هذه السياسات والأهداف مرهونة بوجود شخص معين وهذا يقابله المفهوم اللغوي "الاضطراب"
٥. غياب الشفافية (Transparency) ويقصد بالشفافية التدفق الحر للمعلومات وسهولة تبادلها وتجسير الفجوة بين الأقوال والأفعال ووجود الشجاعة لتركيز الاضواء على كل نواحي الانحراف والخلل والتقصير والابتعاد عن التعتيم وإخفاء المشاكل وهذا يقابله المفهوم اللغوي "السحاب الشبيه بالندى الموجود في السماء"
٦. ضعف الرقابة والمساءلة (Accountability) الممارسة على الأمور الإدارية خصوصا ذات النتائج المالية وذات النتائج الحيوية" وهذا يقابله المفهوم اللغوي "التهيج من كثرة النوم".